يواصل رجال الإنقاذ عمليات البحث عن عشرات المفقودين في جزر نائية بجنوب شرق إندونيسيا اليوم الثلاثاء وسط استعدادات للعثور على مزيد من الضحايا مع وصول تعزيزات للمساعدة في أعقاب الإعصار المداري الذي أودى بحياة 86 شخصاً على الأقل.
وانتشرت طائرات هليكوبتر للمساعدة في عمليات البحث عن ناجين كما وصلت سفن محملة بمواد غذائية ومياه صالحة للشرب وأغطية وأدوية للموانئ بعد أن عطلتها أمواج مرتفعة أحدثها الإعصار المداري سيروجا الذي تسبب في هطول أمطار غزيرة وحدوث سيول وانهيارات أرضية مميتة يوم الأحد.
وعدلت وكالة إدارة الكوارث الإندونيسية عدد القتلى بسبب الإعصار في جزر نوسا تنقارا الشرقية بعد أن قالت في وقت سابق إن 128 قتلوا.
ويُعتقد أن عشرات من سكان جزيرة ليمباتا، وهي من أشد المناطق المنكوبة، بين 98 مفقوداً على الأقل.
وقال راديتيا جاتي المتحدث باسم الوكالة في إفادة صحافية: "فريق الإنقاذ يتحرك على الأرض. الطقس جيد".
مطابخ عامة
ووصل الجيش ومتطوعون إلى الجزر اليوم الثلاثاء وأنشأوا مطابخ عامة بينما جلبوا عاملين طبيين.
وأظهرت لقطات صورها مسؤول محلي في قرية تانجونغ باتو بجزيرة ليمباتا، حيث يوجد بركان ماونت إيل ليوتولوك، سقوط أشجار وصخور ضخمة من الحمم البركانية الباردة التي سحقت المنازل بعد أن زحزحها الإعصار من أماكنها.
وشُرد ألوف وتضرر قرابة ألفي مبنى بينها مستشفى ولحقت أضرار بالغة بأكثر من 100 منزل بسبب الإعصار.
وهناك مخاوف أيضا من حدوث إصابات محتملة بفيروس كورونا في مراكز الإجلاء المزدحمة.
وأظهرت لقطات صورت من الجو لجزيرة أدونارا، وهي جزيرة أخرى تضررت بشدة، اليوم الثلاثاء الوحل والسيول وهي تغطي مساحة شاسعة ومنازل وطرقاً وأشجاراً.
وقُتل 33 على الأقل في تيمور الشرقية المجاورة.
في الطريق
ويُرجح أن الوحل جرف معه إلى البحر بعض سكان جزيرة ليمباتا. وعبّر نائب رئيس بلدية المنطقة عن أمله في أن تكون المساعدة في الطريق لهم.
وتعرضت ليمباتا لثورة بركان الشهر الماضي، الأمر الذي أتلف الغطاء النباتي على قمة الجبل وسمح للحمم البركانية المتصلبة بالانزلاق نحو 300 منزل من جراء الإعصار.
وعقد الرئيس جوكو ويدودو اجتماعاً لمجلس الوزراء اليوم الثلاثاء لتسريع جهود الإجلاء والإغاثة.
وقالت دويكوريتا كارناواتي، رئيسة هيئة الأرصاد الجوية، إن الأعاصير المدارية، التي كانت نادرة، تتزايد في إندونيسيا وربما يكون التغير المناخي هو المسؤول.
وأضافت في مؤتمر صحافي: "سيروجا هو أول مرة نشهد فيها تأثيراً هائلاً لأنه ضرب اليابسة. هذا ليس شائعاً".