يذرف كل شخص في المتوسط خلال حياته بين 70 و 100 لتر أو ما بين 4.2 إلى خمسة ملايين دمعة تقريبا.

وإضافة إلى الدموع العاطفية في حالة الحزن أو الفرح، هناك أنواع  أخرى من الدموع عند البشر كالدموع المنعكسة، التي تنشأ بسبب المنبهات الخارجية، مثل تقشير البصل أو الريح.

ولا يزال هذا الموضوع يغري البحث العلمي لسبر أغواره.

الباحث الهولندي أد فينغر هوتس من جامعة تيلبورغ مثلا، انشغل لمدة عشرين عاما بالسؤال عن سبب بكاء الناس. وخلص إلى أن البكاء ليس فقط مؤشرا على الحزن أو الفرح بل يحتوي أيضا على الكثير من المعلومات حول شخصيتنا. 

صحيح أن البكاء لا يقتصر على الإنسان بل يشمل الحيوانات أيضا عندما تكون تحت الضغط، لكن حتى الآن لم يثبت علميًا ما إذا كانت دموعها ترتبط أيضًا بالعواطف.

حتى دموع التماسيح التي يضرب بها المثل لا تذرفها إلا الزواحف أثناء تناول الطعام بسبب ضغط الهواء من خلال تجاويف الأنف بقوة لدرجة أنه يتسبب في إفراغ الغدد الدمعية، كما يحصل عند الإنسان خلال التثاؤب.

من بين الأجوبة التي توصل إليها الباحثون على سؤال لماذا نبكي نحن البشر هو أن البكاء يستخدم أحيانا كنوع من "التلاعب".

وأظهرت نتائج دراسة أجريت العام 2007 من طرف باحث بريطاني أن الأطفال في عمر ستة أشهر استخدموا البكاء التكتيكي لإثارة انتباه والديهم.

بالنسبة للباحث الهولندي أد فينغر هوتس هناك تفسير تطوري محتمل للدموع العاطفية في مرحلة الطفولة.

ويرى الباحثون أن هذا النوع من الدموع هو لفت الانتباه بهدوء إلى أنفسهم بهذه دون جذب معتدين محتملين.

ويمكن ملاحظة ذلك أيضا عند الثدييات والعديد من الطيور.

رغم ذلك فالبكاء يرافق الناس في مرحلة البلوغ وحتى الشيخوخة. ويرجع الباحث الهولندي أد فينغر هوتس بعض أسبابه إلى الخسارة والصراع والوحدة والهزيمة والعجز والألم، وفق "سبوتنيك".

كما أن للدموع محفزات إيجابية تجعل الشخص البالغ يبكي مثلا أثناء ولادة طفل أو الزواج. لكن بشكل عام يرى الباحثون أن الدموع حتى وإن كانت إيجابية فهي شكل من أشكال العجز. وبسبب الألم الجسدي قد تتراجع نسبة البكاء مع تقدم العمر.

تختلف نسبة البكاء بين الرجال والنساء، وهو ما أثبتته الدراسات العلمية أيضا.

وحسب الجمعية الألمانية لطب العيون الألمانية يبكي الرجال البالغون في الموسط العام من 6 إلى 17 مرة في السنة. أما النساء فيبكين في المتوسط العام من 30 إلى 64 مرة في السنة.

كما تختلف مدة البكاء بين الجنسين، فبينما يترك الرجال الدموع تتدحرج لمدة دقيقتين إلى أربع دقائق، تتركها النساء تتدحرج لمدة ست دقائق.

وتظهر هذه الاختلافات ابتداء من سن 13 عامًا تقريبًا، فالأطفال تحت سن 13 عاماً ذكورا وإناثا يبكون بنفس القدر وللأسباب ذاتها.