تنازلت أسرة سعودية عن قاتل ابنها "عبدالله" لوجه الله دون قيد أو شرط.
وأوضح شقيق المتقول محمد الواهبي إن الأسرة اجتمعت مساء الخميس واتخذت قرار بالعفو عن القاتل "جار لهم" لوجه الله تعالى، بعد صدور الحكم من المحكمة. وفقا لصحيفة عكاظ.
وقال الواهبي إن والدته وأشقاءه أجروا اتصالا هاتفيا بوالدة القاتل هنؤوها فيه بعيد الفطر المبارك وزفوا لها خبر العفو عن ابنها، مضيفا أن الأسرة عفت عن القاتل طلبا للأجر والمثوبة من الله العلي القدير. ووجدت هذه البادرة الطيبة صدى واسعا لدى أفراد المجتمع وفي مقدمتهم ذوو المعفو عنه.
من جهة أخرى، قال شقيق المعفو عنه رجا زامل شاهر، «فرحتنا لا توصف ونحن نتلقى خبر العفو عن شقيقنا، وندعو لأسرة آل راجح بأن يجزيهم الله عنا خير الجزاء وأن يجعل ما قدموه في ميزان حسناتهم».
وأضاف أن هذا العمل النبيل وهو إعتاق رقبة شقيقه والعفو عنه لوجه الله تعالى دون غاية تذكر هو عمل جليل يسجل بأحرف من ذهب، «ونحمد الله حمد الشاكرين بأن منّ الله علينا بجيرة هذه الأسرة الكريمة، والعلاقة بيننا لم تنقطع ولم تهتز في ظل هذه الأزمة، فقد كانوا خير معين لنا عليها، فهم الذين عندما علموا بأننا أقفلنا أبواب منازلنا وعقدنا العزم على الرحيل، أتوا معزين ومواسين لنا ولوالدتنا، وطلبوا فتح الأبواب وعدم الرحيل من منازلنا والصلاة معهم جماعة في المسجد».
وأضاف أن والدته طلبت منهم السماح لها بالانتقال بالقرب من أبيها فسمحوا لها بقلوب تتفطر حزنا على فراقها، وهي كذلك. وكشف شاهر أنه عندما بدأت مساعي الصلح طُلب من والدتي الذهاب والتشفع لابنها عند والدة القتيل، فرفضت والدتي وقالت: القتيل ابني وأمه أختي والقاتل ابني فلن أتشفع لابني فوق الأرض وابني الآخر تحت الأرض. وفي مساء يوم أمس اتصلت هذه الأسرة الطيبة بوالدتي وجعلوا عيدها عيدين، وبشروها بالعفو عن ابنها لوجه الله تعالى.
وكشف محمد الواهبي قصة استقبال والدته خبر مقتل ابنها عبدالله على يد جاره لخلاف وقع بينهما، وقال: «في يوم الجمعة 16/ 4 /1441هـ حضر جارنا قبل وقت أذان المغرب إلى بيت الوالدة في مركز خيبر الجنوب بمنطقة عسير، برفقته والدته وزوجته وأولاده، وكان خائفا ويحمل سلاحا في يده، وطلب منها أن تحميه من أناس يريدون الثأر منه، فاستقبلته ولم تبدأ بسؤاله عن حكايته حتى بدأ قائلا: نزغني الشيطان وقتلت ابنك عبدالله، وهذا سلاحي افعلي بي ما شئتِ وأنا في وجهك».
وأضاف الواهبي أن والدته استجمعت قواها وسألت الله تعالى الصبر، وكظمت غيظها واستقبلت الصدمة الأولى بصبر، وهي بين فلذة كبد مقتول، وجار في «بيتها» قاتل، وسلاح بين يديها ثائر، وأبناء يطلبون غريمهم. وقالت لقاتل ابنها: «أنت واقف أمامي الآن، لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون، ورددتها على لسانها مرارا».
وتركت والدته قاتل ابنها في بيتها وخرجت مستقبلة أبناءها طالبي الثأر من غريمهم، وقالت: «هو في وجهي. سلمت أمري لله، ثم لدولة تحكم شرعه وتقيم عدله».
وأضاف الواهبي: «أذعنا لطلب والدتنا وكظمنا عظمة غيظنا نزولاً عند رغبتها وطلباً للبر بها، حيث تسلمت الجهات المختصة جارنا القاتل وتم تقديمه إلى العدالة».