يُطرح للبيع في مزاد بلندن الأسبوع المقبل خطاب يعود لعام 1929 يصف فيه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل مجلس العموم بأنه «مسرحه»، لكنه يقول إنه يفكر في الخروج من معترك السياسة.
وفي الرسالة الموجهة إلى صديقه السير فريدريك بونسونبي، كتب تشرشل، الذي أصبح فيما بعد رئيس وزراء بريطانيا في زمن الحرب العالمية الثانية، عن رغبته في السعي لمهن «أكثر إمتاعاً وأوفر ربحاً» من عضوية البرلمان.
وقبل ذلك بأشهر، وفي مايو 1929، كان المحافظون قد خسروا السلطة بعد الانتخابات وحلَّت محلهم حكومة أقلية عمالية، على الرغم من احتفاظ تشرشل بمقعده في البرلمان عضواً عن إيبينج.
وقال ماثيو هالي، رئيس قسم الكتب والمخطوطات في دار مزادات بونهام: «يفكر تشرشل في خطواته المقبلة».
وأضاف: «(تشرشل) على وشك القيام بجولة لأمريكا في عطلة رائعة مع العائلة، ويكتب لصديقه العظيم بونسونبي: «مجلس العموم هو مسرحي الدائم». بالتالي فهو لم يترك السياسة بعد».
وينظر كثير من المؤرخين إلى السنوات العشر بين 1929 و1939 على أنها «السنوات الجرداء» لونستون تشرشل، على الرغم من أنه ظل متفاعلاً مع عدد من القضايا، من بينها الهند وتهديد ألمانيا إبان حكم أدولف هتلر، قبل أن يصبح رئيساً للوزراء في 1940.
وكتب الرسالة في الثامن من أغسطس 1929، أثناء عبوره المحيط الأطلسي بعد نقاش في البرلمان قال عنه: «كان واضحاً أنني وحيد تقريباً في المجلس».
وأضاف تشرشل: «يجب أن تتذكر أن مجلس العموم هو مسرحي الدائم، وإذا أصبحت غير قادر على أن أؤدي دوراً فعالاً فيه، فسيكون هذا هو الوقت المناسب بالفعل للتخلي عن طريق السياسة المرهق إلى حد ما لمصلحة مهن أخرى أكثر إمتاعاً وأوفر ربحاً خارجه».
ووصلت السفينة، إمبراطورة أستراليا، إلى كيبيك بعدها بيوم واحد، وانطلق تشرشل في رحلة عبر كندا من الساحل إلى الساحل، قبل زيارة الولايات المتحدة، وهناك تناول العشاء مع شارلي شابلن وقطب الصحافة ويليام راندولف هيرست.
وستُعرض الرسالة في مزاد في دار بونهام يوم 15 سبتمبر، ومن المتوقع بيعها بسعر يتراوح بين 4000 و6000 جنيه إسترليني.