لا تكتفي أشجار الفاكهة في منطقة تشالغواياكو بجبال الأنديس في شمال الإكوادور بإنتاج ثمارها، إذ هي أيضاً بمثابة آلات موسيقية طبيعية، تُصدر أصواتاً عذبة، في مشهد قريب إلى السحر.
يستعد المزارع إيسيدرو ميندا للتدرّب، فيضع في فمه ورقة خضراء يمسكها بين يديه الخشنتين، إذ هو أحد موسيقيي «باندا موتشا»، وهي فرقة من نمط مختلف عن السائد، عمرها مئة عام لكنها اليوم مهددة بالانقراض.
وينتمي أعضاء الفرقة الأحد عشر إلى قرية تشالغواياكو الأفرو-أنديسية في مقاطعة إمبابورا. ومن بين هؤلاء الموسيقيين الهواة الذين تدربوا وفقاً للتقاليد، خمسة يعزفون بواسطة ثمار القرع الطويلة المجوفة، وثلاثة بأوراق الشجر، والآخرون بأدوات تقليدية مثل الطبل.
أخذت الأوركسترا اسمها من تعبير «موتشر» الذي يعني في الإكوادور القطع أو التمزيق، وهو ما يفعله إيسيدرو ميندا بأوراق الليمون أو المندرين اليوسفي أو الجوافة ورفاقه بالقرع بهدف تحويلها آلات موسيقية.
ويشرح العازف إيسيدرو ميندا (66 عاماً) أن الأوراق «يجب أن تكون طرية جداً، فإذا كانت خشنة، لا يمكن العزف بها».
تعلّم ميندا استخراج الأصوات من الطبيعة منذ أن كان في الخامسة والعشرين.