تزايدت ردود الأفعال الدولية حول «العصيان المسلح» لقائد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين، حيث حذرت وزارة الخارجية البريطانية من خطر حدوث اضطرابات في أنحاء روسيا خلال تحديث لتوجيهاتها للمسافرين اليوم السبت، وذلك بعد تحركات لمجموعة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة.

وقالت الوزارة "هناك تقارير عن توتر عسكري في منطقة روستوف وخطر حدوث مزيد من الاضطرابات في أنحاء البلاد. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في الخيارات المتاحة لرحلات الطيران للعودة إلى المملكة المتحدة".
وأبقت الحكومة البريطانية على تحذيرها من السفر إلى روسيا.

كما قال متحدث باسم المكتب الإعلامي للحكومة الألمانية إن حكومة المستشار أولاف شولتس تراقب الوضع في روسيا عن كثب.

في حين أعلن القصر الرئاسي في فرنسا إن الرئيس إيمانويل ماكرون يتابع الوضع في روسيا عن كثب، وقال الإليزيه "تركيزنا لا يزال على دعم أوكرانيا".

وأيضاً أكد الرئيس البولندي أندريه دودا إنه أجرى مشاورات مع رئيس الوزراء ووزارة الدفاع حول الموقف في روسيا، مضيفا أن وارسو تراقب الموقف.

وكتب دودا على تويتر "فيما يتعلق بالموقف في روسيا، أجرينا هذا الصباح مشاورات مع رئيس الوزراء ووزارة الدفاع ومع الحلفاء أيضا".

وأضاف "نراقب مسار الأحداث خلف حدودنا الشرقية بصورة مستمرة".

وكان يفغيني بريغوجين، زعيم مجموعة «فاغنر» قد قاد تمرداً على الجيش الروسي، بعد دخوله من الأراضي الأوكرانية، إلى أرض روسيا وتحديداً مقاطعة روستوف، داعياً إلى انتفاضة على قيادة الجيش الروسي بعدما اتّهمها بقتل عدد كبير من عناصره في قصف استهدف مواقع خلفية لهم في أوكرانيا، في اتّهام نفته موسكو، مطالبة مقاتلي يفغيني بريغوجين باعتقاله بتهمة "الدعوة إلى تمرّد مسلّح".

وبنبرة ملؤها الغضب، قال بريغوجين في رسالة صوتية نشرها مكتبه "لقد شنّوا ضربات، ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية. قُتل عدد هائل من مقاتلينا".

في حين اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تصرفات يفغيني، بأنها بمثابة «خيانة»، متعهداً بالدفاع عن الشعب الروسي.

بدأ جهاز الاستخبارات الداخلية الروسية "اف اس بي" تحقيقا بحق يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر شبه العسكرية، بتهمة الدعوة إلى تنفيذ انقلاب عسكري، حسبما ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء.

وكان قائد المجموعة العسكرية الخاصة قد دعا إلى شن قتال ضد القيادة العسكرية لموسكو مساء الجمعة، وفقا للوكالة.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إنه تم إبلاغ الرئيس فلاديمير بوتين بالقضية.

وذكرت وكالة أنباء "تاس" الرسمية الروسية أنه جرى تشديد الأمن في موسكو، وتم توفير حماية أكبر للمنشآت المهمة بما في ذلك وكالات الحكومة والبنية التحتية للنقل.

وفي وقت سابق، اتهم بريغوجين القيادة العسكرية الروسية بمهاجمة وحداته وهدد باتخاذ إجراءات مضادة.

وقال بريغوجين في رسالة صوتية عبر تطبيق تليغرام يوم الجمعة إن وزير الدفاع سيرجي شويغو قام بمهاجمة معسكرات فاغنر في الداخل بالمدفعية والمروحيات والصواريخ.

وأكد أن لديه 25 ألف رجل تحت إمرته يتساءلون حاليا عن سبب انتشار هذا التعسف في البلاد.

وهدد بريغوجين "أي شخص يحاول مقاومتنا، سنعتبره تهديدا ونقتله على الفور". ونفت وزارة الدفاع الروسية شن أي هجوم على قوات فاغنر.

وأضاف بريغوجين أن شويغو جاء خصيصا إلى مدينة روستوف اون دون، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون شخص بالقرب من الحدود الأوكرانية، لقيادة العملية ضد فاغنر.

وتحدث عن "عدد كبير" من القتلى لكنه لم يذكر رقما محددا لعدد الذين قتلوا في الهجوم.