شددت دولة الإمارات على أهمية مكافحة تهديدات الإرهاب في سوريا، خاصة مع استمرار تنظيم «داعش» الإرهابي، في شن الهجمات التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. 

جاء ذلك في بيـــان وفـد الإمارات في مجلس الأمن بشأن البند المعنون «الأوضاع السياسية والإنسانية في الجمهورية العربية السورية»، ألقاه السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوب الدائم، ونشرته البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، أمس. 

وأورد البيان: «تمر منطقتنا اليوم بأحد أصعب الأزمات في تاريخها الحديث، حيث نشهدُ حرباً أخرى مدمرة يعاني ويلاتِها المدنيون في غزة، ومع كل يومٍ يمُر دون وقف هذه الحرب، تتصاعد الشواغِل إزاء إمكانية انزلاق المنطقة بأكملها في حربٍ إقليمية ستكون خسائرُهَا فادحة على الجميع». 

وأفاد: «ما يحدُث في الجولان السوري المُحتل وغيرهِ من المناطق المجاورة من تنامي التوترات خلال الأسابيع الماضية، يؤكِد الحاجة الماسَّة لمعالجة مختلف الأزمات التي تمُر بها منطقتنا، منها الأزمة السورية».

وقال البيان: «إن سوريا، التي لا تزال تُعاني من تداعيات حربٍ دامت أكثرَ من ثلاثةَ عشرَ عاماً، لا يسعَها أن تصبح جبهةً أخرى لتصفية الحسابات الجيوسياسية، فالملف السوري من الملفات الأكثر تعقيداً بسبب ما يحيطُه من تدخلاتٍ خارجية، وأي تصعيد جديد سيعرقلُ هدفنا الأسمى بتحقيق السلام والأمن في سوريا والمنطقة بأكملها».

وأكدت دولة الإمارات دعمها جهود المبعوث الخاص، ومجموعة الاتصال العربية؛ لعقد اجتماعات اللجنة الدستورية نهاية العام الجاري، التي تسهم في تعزيز الحوار بين الأطراف السورية؛ لإنهاء الأزمة بقيادة وملكية سورية، دون تدخلاتٍ خارجية، مشددةً على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحلِ الأزمة السورية.

وفي سياق تنامي التوترات والأعمال العدائية في سوريا، أخيراً، أكد بيان الإمارات، أهمية خفض التصعيد، ووقف إطلاق النار في كافة المناطق السورية، وعدم استهداف المرافق الحيوية، خاصة مطار حلب ومطار دمشق، حتى لا تتعرقل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية.

وجددت دولة الإمارات إدانتِها الشديدة للهجوم الإرهابي الذي استهدَف الكلية الحربية في حمص، مستنكرة هذه الأعمال الإجرامية، وأعربت عن رفضها الثابت لجميع أشكال العنف والإرهاب. كما أعربت عن خالص تعازيها، ومواساتها لحكومة الجمهورية العربية السورية، وشعبِها الشقيق، ولأهالي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء، متمنية الشفاء العاجل لجميع المصابين. وأكمل البيان: «من المؤسف أنه لم تكن هناك إدانة واضحة من (مجلس الأمن) حول هذا الهجوم الإرهابي».

وقال أبوشهاب في البيان: «لا يخفى عليكم تدهور الوضع الاقتصادي مع كل عامٍ يمر نتيجة عواملٍ متعددة، منها ارتفاع أسعار المحروقات والسِلَع والمواد الغذائية وانخفاض الليرة السورية إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي بحث السبل للدفع بعجلة الاقتصاد في سوريا، والذي بدوره سيحسن الأوضاع الإنسانية والظروف المعيشية للشعب السوري. كما نشدد على أهمية إعادة تأهيل شبكات المياه والكهرباء والتي تعدْ ضرورية لتقديم الخدمات الإنسانية».

وأكمل: «نعرب في هذا الصدد، عن ارتياحنا إزاء استمرار «أوتشا» والحكومة السورية في جهودهم لإدخال المساعدات الإنسانية بشكلٍ سلس عبر المعابر الثلاثة على الحدود السورية التركية». 
وتابع: «نأمل أن يتم تمديد فتح معبريّ «باب السلامة»، و«باب الراعي»، حيث ستنتهي المدة المحددة لفتحهِما في الشهر القادم، فهذهِ المسألة ضرورية لضمان تلبية احتياجات الشعب السوري خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وشُح الموارد الأساسية ومقومات العيش».

وأضاف: «نكرِر الحاجة إلى استخدام كافة الطرق لإيصال المساعدات، ومنها ضمان مرور القوافل عبر الخطوط، ونحث على زيادة عدد هذهِ القوافل، حتى تتناسب مع حجم الاحتياجات الإنسانية على الأرض».

واختتم بيان دولة الإمارات، أن «المنعطف الذي تمر به منطقتنا يقتضي تكثيف المساعي لمنع تصاعُد التوترات فيها، ويشمل ذلك منع انجرار سوريا في حربٍ إقليمية، وأن نعمل في ذات الوقت على إحراز تقدمٍ نحو إيجاد حلولٍ سلمية للأزمات في المنطقة».