بعد تصاعد هجماتهم على سفن ملاحية في «باب المندب» بالبحر الأحمر

الحوثيون في مرمى النيران الأمريكية والبريطانية

المقاتلة البريطانية «تايفون » بعد عودتها من ضرب أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا، أمس، ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، «يستخدمونها في تعريض الملاحة للخطر»، على حد قول الرئيس الأمريكي، جو بايدن. الذي وصف مليشيات الحوثي في اليمن بأنها تنظيم إرهابي. واستهدفت الضربات الجوية مواقع عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظات الحديدة، وتعز، وحجة، وصعدة. و تأتي الضربات البريطانية الأمريكية، بعدما استهدف الحوثيون، على مدار أسابيع، سفناً ملاحية في مضيق «باب المندب» بالبحر الأحمر.

وفي بيان مشترك، أكدت الولايات المتحدة، وبريطانيا، وثماني دول حليفة، هي: أستراليا، والبحرين، وكندا والدنمارك، وألمانيا، وهولندا، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية، أن الضربات تهدف إلى «خفض التصعيد في التوترات وإعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر».

ضربات ناجحة

وأعلن بايدن أن الضربات تمت «بنجاح»، مؤكداً أنها «رد مباشر» على هجمات الحوثيين، واعتبر أن «هذه الضربات، المحددة الأهداف، هي رسالة واضحة مفادها بأن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات التي تستهدف قواتنا ولن يسمحوا لأطراف معادية بتهديد حرية الملاحة».

وقال بايدن في بيان «بتوجيه مني، نفذت القوات العسكرية الأمريكية، بالتعاون مع المملكة المتحدة، وبدعم من أستراليا، والبحرين، وكندا، وهولندا، ضربات ناجحة ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمردون الحوثيون لتعريض حرية الملاحة للخطر في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم».

ووصف الضربات بأنها «رد مباشر» على ما مجموعه «27 هجوماً» شنّها الحوثيون على سفن، شملت «استخدام صواريخ بالستية مضادة للسفن للمرة الأولى في التاريخ».

  في الأثناء، طلبت روسيا، عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، لبحث الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا في اليمن، بحسب ما أعلنت فرنسا التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدورية في يناير الجاري.

فيما صرّح رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أن الضربات كانت «ضرورية»، و«متناسبة». وقال سوناك في بيان «رغم التحذيرات المتكررة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرة أخرى هذا الأسبوع ضد سفن حربية بريطانية وأمريكية»، مشدداً على أن «هذا لا يمكن أن يستمر (...) لذا اتخذنا إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة، دفاعاً عن النفس».

 في غضون ذلك، وصف حلف شمال الأطلسي «ناتو»، الضربات، بأنها «دفاعية، تهدف للمحافظة على حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم». وأضاف: «يجب أن تتوقف هجمات الحوثيين». 

وأوضح وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن الضربات استهدفت أجهزة رادار، وبنى تحتية لمسيّرات وصواريخ، منوّهاً بأن الهدف يتمثل في «تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيين على تعريض البحارة للخطر، وتهديد التجارة الدولية».

وشدد أوستن  من المستشفى على استعداد بلاده لاتخاذ مزيد من الإجراءات «إذا لزم الأمر».

 4 مقاتلات 

وأفاد بيان لوزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، بأن 4 مقاتلات حربية من طراز «تايفون FGR4»، تابعة لسلاح الجو الملكي نفذت ضربات على هدفين عسكريين للحوثيين.

وأضاف شابس على «إكس»، إن هذا الإجراء، الذي اتخذ مع الولايات المتحدة، كان «واجباً لحماية السفن، وحرية الملاحة»، بعد تعاظم التهديد بفعل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن طائرات مقاتلة وصواريخ «توماهوك» استخدمت في العملية المشتركة. وقالت واشنطن إنها استفادت من دعم أستراليا، وكندا، وهولندا، والبحرين. فيما قالت لندن إنها نشرت طائرات مقاتلة للإغارة بقنابل موجهة بالليزر على الأهداف الحوثية.

قوة بحرية

في غضون، تبحث دول الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من الثلاثاء المقبل مسألة إرسال قوة بحرية أوروبية، للمساعدة على حماية السفن في البحر الأحمر، على ما أفاد دبلوماسيون. غير أن وزير الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليز، أعلنت أن بلادها لن تشارك في مهمة أوروبية محتملة للتصدي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

إلى ذلك، قال مصدر حكومي، إن إيطاليا رفضت المشاركة في الضربات الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين في اليمن، مبيّناً أن روما تفضل انتهاج سياسة «التهدئة» في البحر الأحمر.

وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه،  إن الحكومة كانت ستحتاج إلى الحصول على موافقة البرلمان، للمشاركة في أي عمل عسكري، ما يجعل الموافقة السريعة مستحيلة.

Email