أطلق الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، تصريحاً نارياً، أمس، حيث قال إن إسرائيل مولت حركة «حماس» في مسعى لإضعاف السلطة الفلسطينية.
وخلال كلمة أمام جامعة «بلد الوليد» في إسبانيا، اتهم بوريل إسرائيل بـ«إنشاء حركة حماس»، وأكد: «نعم، تم تمويل «حماس» من قبل حكومة إسرائيل في محاولة لإضعاف السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة «فتح»».
وأضاف بوريل: «إن حل الدولتين يجب أن يفرض من الخارج، من أجل السلام في المنطقة»، وذلك رداً على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أعلن رفضه التام لقيام دولة فلسطينية.
حل وحيد
ونوه بوريل بأن «الحل الوحيد هو وجود دولتين (فلسطينية، وإسرائيلية) تقتسمان الأراضي التي قاتلوا من أجلها منذ 100 عام»، مفيداً بأن «الكل يقول: الحل في وجود دولتين، باستثناء الحكومة الإسرائيلية». في الأثناء، شدد بوريل على ضرورة أن يكون الاتحاد الأوروبي متحداً من أجل مواجهة الصراع في الشرق الأوسط، مثلما حدث بالفعل مع أوكرانيا.
ويشهد الاتحاد الأوروبي انقسامات عميقة حول كيفية التعامل مع «حرب غزة»، التي سقط خلالها أكثر من 24 ألف فلسطيني، في حين اقتصرت الجهود الأوروبية حتى الآن على الدعوة إلى هدن إنسانية، حتى تتمكن المساعدات من الدخول إلى القطاع، الذي يشهد دماراً متزايداً.
ووفق مراقبين، لا يوجد إجماع أوروبي على الدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل كامل، رغم أن المزيد من الأصوات تنضم إلى هذا المسعى، لكن دولاً مثل ألمانيا تعتقد أن هذه الدعوة الفورية يمكن أن تتعارض مع حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وانتقد بوريل هذه المواقف، معترفاً أن المجتمع الدولي «تخلى عن واجباته»، واكتفى فقط بـ«الموعظة بشأن حل الدولتين»، لكنه «لم يفعل الكثير لجعل ذلك حقيقة».
وأفاد بوريل بأن «عدد المستوطنات اليوم في الضفة الغربية أصبح 4 أضعاف ما كان عليه قبل 30 عاماً، يوجد هناك نحو 700 ألف مستوطن، والمجتمع الدولي يعتبرها غير قانونية، لكنه لم يفعل شيئاً بشأنها».
وأضاف رئيس الدبلوماسية الأوروبية: «لن نخرج من المأساة التي نعيشها حالياً دون التزام قوي للغاية من المجتمع الدولي. إذا لم نتدخل بقوة، فإن دوامة الكراهية والعنف ستستمر من جيل إلى جيل، سنشهد جنازة بعد جنازة عندما تزدهر بذور الكراهية التي تُزرع اليوم في غزة». جدير بالذكر أن تصريحات بوريل تأتي قبل ساعات قليلة من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، برئاسة بوريل، في بروكسل، لتحليل الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط.
عقوبات
إلى ذلك، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، إن الأخير أقر، أمس، مجموعة عقوبات على حركة «حماس»، مضيفاً: «إن التدابير الأولى تستهدف 6 أشخاص مشتركين في تمويل الحركة». ووفق «رويترز» أفاد المسؤول الأوروبي، الذي طلب عدم نشر اسمه، بأن «ما نفعله الآن.. وقد تم اليوم، وأعتقد أنه سيعلن خلال الساعات المقبلة.. (هو أننا) أقررنا نظام (عقوبات) مخصصاً لـ«حماس». أدرجنا بالقائمة 6 أشخاص». وتابع المسؤول: إن الأشخاص الستة جميعاً من دول عربية أو أفريقية، وكلهم مشتركون في تمويل «حماس».
اقرأ أيضاً: