شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، أمس، غارات كثيفة على جنوبي قطاع غزة، مركزاً الضربات على مدينة خانيونس، وسط تواتر أنباء حول نشوب خلافات كبيرة في وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب حول قيام دولة فلسطينية، في وقت ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 24762 قتيلاً، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي الساعات الأولى من فجر أمس، أفاد شهود عيان لـ«فرانس برس»، بإطلاق نار وغارات جوية في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، حيث تعتقد إسرائيل أن المدينة هي مركز القيادة الرئيس لحركة «حماس». فيما تتواصل الاشتباكات الموسعة، وسط محاولة الجيش التقدم لعمق المدينة من المحاور الجنوبية والشمالية. وتحدث الهلال الأحمر الفلسطيني عن قصف مدفعي «مكثف» في «محيط» مستشفى الأمل، في وقت أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل 77 شخصاً وإصابة العشرات بجروح.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته البرية تقدمت تحت غطاء من سلاح الجو والبحرية، من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وأضاف الجيش في بيان، إن قتالاً وعمليات قصف تجري أيضاً في شمال غزة حيث قتلت القوات الجوية والبرية عدداً من المقاتلين الفلسطينيين. فيما أفادت «حماس» بوقوع اشتباكات ميدانية، بين مقاتليها والقوات الإسرائيلية، شمالي القطاع، تحديداً في مخيم جباليا، ومدينة غزة.
تباين أمريكي إسرائيلي
وظهرت إلى العلن مجدداً، أول من أمس، الخلافات العميقة في الرأي بين واشنطن وتل أبيب بشأن فترة ما بعد «حرب غزة»، واحتمالية قيام دولة فلسطينية، الضامن الوحيد لأمن إسرائيل في نظر الولايات المتحدة على المدى الطويل.
ورد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، عندما سئل عن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخاصة باستحالة قيام دولة فلسطينية، طالما هو (نتانياهو) في منصبه، «واضح أننا نرى الأمور بشكل مختلف».
فالولايات المتحدة، الحليف الرئيس لإسرائيل، والداعم الأساسي لها في حربها على غزة، تكرر من جانبها أن إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، والاعتراف بها، هو أمر ضروري لتحقيق «أمن حقيقي».
وكان نتانياهو قال إنه «يجب أن تكون لإسرائيل سيطرة أمنية على كامل الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن. هذا شرط ضروري يتناقض مع فكرة السيادة (الفلسطينية)»، موضحاً أنه قال ذلك مباشرة للأمريكيين.
وفي رده على تصريحات نتانياهو، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إنه دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، لن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، عن أبو ردينة، قوله إن المنطقة برمتها على فوهة بركان، جراء السياسات التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
حصيلة جديدة
في الغضون، أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 24762 قتيلاً غالبيتهم من النساء، والفتية، والأطفال، و62108 جرحى، منذ اندلاع «حرب غزة». وأفادت «صحة غزة» في بيان، بأنها سجلت سقوط 142 قتيلاً، و278 جريحاً خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وكتب رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على إكس، أن «الظروف المعيشية، غير الإنسانية، وسط قلة توافر مياه الشرب، والمراحيض النظيفة، وعدم القدرة على الحفاظ على نظافة المناطق المحيطة بها، ستؤدي إلى انتشار (التهاب الكبد أ) بشكل أكبر».
اقرأ أيضاً: