أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مستبقاً وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي بدأ جولة بالمنطقة، تصريحات أكد فيها رفضه مطالب حركة حماس بشأن الهدنة المقترحة.

وقال نتانياهو إن الشروط يجب أن تكون مماثلة للاتفاق السابق، الذي شهد تبادل نسبة من المحتجزين في غزة مقابل أسرى فلسطينيين خلال هدنة نوفمبر الماضي، بحسب ما نقل عنه حزب الليكود الذي يتزعمه.

في الوقت نفسه، اعتبر نتانياهو أن النصر الكامل للجيش الإسرائيلي في غزة سيوجه ضربة قاضية لحركة حماس والقوى الأخرى المدعومة من إيران. وقال أمام قادة في الجيش بحسب مكتبه «النصر الكامل سيوجه ضربة قاضية لمحور الشر المؤلف من إيران وحزب الله والحوثيين وبالطبع حماس».

بلينكن والهدنة

ووصل بلينكن إلى السعودية أمس، في جولة جديدة تهدف لضمان التوصل إلى هدنة في غزة. وهذه خامس زيارة يقوم بها الوزير الأمريكي إلى المنطقة منذ السابع من أكتوبر، ويتوقع أن تشمل بعد السعودية، إسرائيل ومصر وقطر.

ويتوقع بأن يناقش بلينكن مقترح هدنة وُضع خلال اجتماع عقده كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين والمصريين والقطريين في باريس الشهر الماضي.

ينصّ مقترح الهدنة الجديد على وقف القتال لمدة ستة أسابيع مبدئياً، بينما تفرج «حماس» عن الأسرى الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، وفق مصدر في الحركة.

الرد المنتظر

لكن «حماس» أكدت أنه لم يتم بعد التوصل إلى أي اتفاق، بينما أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن معارضتهم لأي تنازلات. وقال مصدر في «حماس» أمس، إن الحركة تواصل مشاوراتها بشأن مبادرة باريس والتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وصولاً إلى صفقة لتبادل الأسرى.

وأضاف المصدر أن المشاورات ما زالت مستمرة ولم تنته بعد، مشيراً إلى أن حركته ليست مرتبطة بموعد معين لتسليم ردها. ومع ذلك، توقع المصدر أن «حماس ستقدم ردها لقطر ومصر، الوسيطين الرئيسيين بينها وبين إسرائيل، قريباً».

وبحسب المصدر، أجرت قيادة حماس السياسية في الخارج مشاورات مع عدد من الفصائل، لبلورة موقف موحد يهدف بشكل أساسي لإتمام الصفقة. وقال إن «هناك مناقشات وصيغ عدة مطروحة من شأنها وقف الحرب».

وذكر المصدر أن «الحركة والفصائل تصر على وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم في غزة وشمال القطاع وإعادة إعمار غزة وإدخال المساعدات الإنسانية ورفع الحصار عن غزة»، مشيراً إلى أنه «من دون ضمانات دولية لن تنفذ إسرائيل أياً منها».

ظروف قاسية

ويعيش سكان غزة في ظروف إنسانية قاسية، وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عبر منصة «إكس»، إن «هناك محدودية شديدة في الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي وسط القصف المستمر».

وقالت الوكالة إن الجيش الإسرائيلي شن ضربة من البحر على قافلة مساعدات غذائية تابعة لها كانت تستعد لدخول شمال القطاع. وكتب توماس وايت مسؤول الوكالة في القطاع، «لحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى». ولقي 128 فلسطينياً، معظمهم نساء وأطفال، حتفهم في القصف الإسرائيلي ليل الأحد الاثنين في القطاع، فيما تواصل القصف الإسرائيلي على وسط وجنوب القطاع، بما في ذلك على مسافة قريبة من المستشفيات، وفق مصادر إعلامية.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه داهم مقر كتيبة حماس في مدينة خانيونس الجنوبية وعثر على ما وصفه بمواد تدريبية لهجوم السابع من أكتوبر. وقال إن المواد شملت نماذج تحاكي بوابات دخول المستوطنات الإسرائيلية والقواعد العسكرية والمركبات المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي.