كشف مصدران مطلعان، أمس، عن توافق ممثلي الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر، خلال اجتماعهم الثاني في باريس، على إطار جديد ومحدث لصفقة بشأن تبادل أسرى بين إسرائيل، وحركة حماس.

وفي مباحثات «باريس 1» أواخر الشهر الماضي تم التوصل إلى الخطوط العريضة لأول وقف ممتد لإطلاق النار في الحرب، وافقت عليه إسرائيل والولايات المتحدة، وردت «حماس» باقتراح مقابل رفضته ووصفته بأنه «خيال».

وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي، الذي ضم رئيس «الموساد» دافيد بارنيا، ورئيس الشاباك رونين بار، وممثلين عن الجيش الإسرائيلي، عاد إلى إسرائيل، صباح أمس.
وذكر المصدران أن هناك تقدماً في المفاوضات إلى حد ربما يسمح بالانتقال إلى التفاوض حول التفاصيل، مثل عدد وهوية الأسرى، الذين سيتم إطلاق سراحهم في إطار الصفقة.

مصدر مطلع آخر شدد على أن التقدم نحو مفاوضات أكثر تفصيلاً يعتمد على قدرة الوسطاء على إقناع «حماس» بالموافقة على الإطار الجديد، الذي تم تحديده في اجتماع باريس الثاني، حسبما تنقل وكالة الأنباء الألمانية عنه.

وسبق أن قال مصدر في «حماس»: «إن الخطة المقترحة تنص على وقف القتال ستة أسابيع، وإطلاق سراح ما بين 200 و300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة تحتجزهم حماس».

وتنقل فضائية «روسيا اليوم» عن موقع «أكسيوس» قوله نقلاً عن مصدرين: «إن الأمريكيين والقطريين والمصريين قدموا إطاراً جديداً أكثر تفصيلاً لصفقة الأسرى إلى المفاوضين الإسرائيليين، خلال اجتماع باريس الثاني الجمعة»، ومن المتوقع الآن أن يتلقى مجلس الحرب الإسرائيلي تحديثاً من فريق التفاوض، ويقرر الخطوات الإضافية، بحسب الصحيفة.

وأفادت المصادر بأن الإطار المحدث يقترح أن تقوم «حماس» بإطلاق سراح ما يقارب 40 أسيراً مقابل وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.

وصرح مسؤول أمريكي كبير بأنه «تم إحراز بعض التقدم في محادثات الرهائن في باريس الجمعة، ولكن هناك المزيد من الطرق للتوصل إلى اتفاق». وأكد مصدر مطلع على المحادثات أن الانتقال إلى مفاوضات تفصيلية لا يزال يعتمد على قيام المفاوضين القطريين والمصريين بإقناع «حماس» بالموافقة على الإطار الجديد أيضاً.

قصف مستمر

تأتي المحادثات في وقت تتزايد المخاوف على مصير المدنيين في القطاع، مع تحذير الأمم المتحدة من تزايد خطر المجاعة، وفيما لفتت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» السبت، إلى أن سكان غزة «في خطر شديد بينما العالم يتفرج».

ولقي عشرات الفلسطينيين حتفهم في قصف وغارات ليلية إسرائيلية في قطاع غزة وفق وزارة الصحة، وشنت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 غارة على دير البلح وخان يونس ورفح من بين مواقع أخرى، أسفرت عن مقتل 92 شخصاً على الأقل. وقالت «حماس»: «إن قتالاً ضارياً يدور في منطقة حي الزيتون في شمال القطاع».

وقال الجيش الإسرائيلي إنه «يكثف العمليات» في غرب خان يونس باستخدام الدبابات والنيران القريبة المدى والطائرات. وقال بيان عسكري، إن «الجنود داهموا منزل عنصر كبير في المخابرات العسكرية» في المنطقة، ودمروا فتحة نفق.

ويتزايد القلق يوماً بعد يوم في رفح، حيث يتكدس ما لا يقل عن 1,4 مليون شخص، فر معظمهم من القتال، في حين يلوح شبح عملية برية واسعة النطاق، يعد لها الجيش الإسرائيلي.