أرسلت إسرائيل وفداً إلى الدوحة، أمس، للعمل على بنود اتفاق هدنة في غزة وتبادل أسرى، في خطوة نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تقول واشنطن إنه صار قريباً، لكنها مصممة على خططها لتنفيذ اجتياح بري لمدينة رفح على الحدود مع مصر، الأمر الذي جددت الأمم المتحدة تحذيرها من تداعياته على أكثر من مليون و200 ألف فلسطيني نزحوا إلى المدينة.

وقال مصدر لوكالة «رويترز» إن وفد العمل الإسرائيلي المكون من مسؤولين في الجيش وجهاز المخابرات (الموساد) مكلف بإنشاء مركز عمليات لدعم المفاوضات. وستشمل مهمته إجراء التدقيق المتعلق بالفلسطينيين، الذين ترغب «حماس» في الإفراج عنهم في إطار اتفاق تبادل.

ويشير الوفد الإسرائيلي إلى أن محادثات السلام في حرب غزة استغرقت وقتاً أطول من المرات السابقة، بعدما رفضت إسرائيل في بداية هذا الشهر عرضاً مقابلاً من «حماس» بهدنة مدتها أربعة أشهر ونصف الشهر.

وفي تطور يمكن أن يكون له تأثير على المفاوضات الطويلة لإنهاء الصراع استقال، أمس، محمد أشتية، رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية، وقال أشتية إنه قدم استقالته للسماح بتشكيل توافق واسع في الآراء بين الفلسطينيين فيما يتعلق بالترتيبات السياسية بعد حرب غزة.

تحذير أممي

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن أي هجوم على مدينة رفح الحدودية مع مصر سيعني وقفاً تاماً لبرامج المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وذلك بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وضع خطة لإجلاء المدنيين من المدينة المكتظة بالسكان والنازحين، تمهيداً لاجتياح بري فيها.

وأكد غوتيريش في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أن هجوماً شاملاً على رفح «لن يكون فقط مروعاً بالنسبة لأكثر من مليون مدني فلسطيني لجأوا إلى هناك، بل سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش برنامج مساعداتنا».

وقدم الجيش الإسرائيلي إلى مجلس وزراء الحرب «خطة لإجلاء المدنيين من مناطق القتال في القطاع، فضلاً عن خطة العمليات المقبلة»، حسبما أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

غارات

وأفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» عن غارات جوية ليلية على رفح وخان يونس (جنوب) ومناطق واقعة على بعد بضعة كيلو مترات شمال رفح، وعلى حي الزيتون في مدينة غزة في شمال القطاع. كما أفاد الجيش الإسرائيلي عن معارك عنيفة في هذه المناطق.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 92 شخصاً خلال الليل قبل الماضي، مشيرة إلى مقتل 15 شخصاً من عائلة واحدة جراء استهداف منزل في مدينة غزة.

وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 29782 منذ اندلاع الحرب، فيما بلغ عدد الجرحى 70043.