لم تجد عائلة عيد النازحة من حي الزيتون بمدينة غزة إلى دير البلح وسط القطاع، وسيلة للعيش سوى تحويل خيمة النزوح إلى ورشة لتصليح الدراجات الهوائية.
نزحت العائلة كمئات العائلات الأخرى، بعدما دمر الجيش الإسرائيلي بيوتها وممتلكاتها ومحالها التجارية، وأقامت في خيمة بدير البلح. وفي ظل نقص المساعدات لجأت للعمل في مهنة أحد أبنائها، وهي تصليح الدراجات الهوائية.
تقول منور الراعي، لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «نزحنا من حي الزيتون إلى المغازي، ومن المغازي إلى دير البلح، وليس لدينا مصدر رزق، ولم يساعدنا أحد، لذلك اضطر زوجي وأولادي إلى العودة إلى مهنتهم القديمة في تصليح الدراجات التي نكسب من خلالها من 20 إلى 50 شيكلاً يومياً، بعدما ساعدنا بعض الناس في تأمين مبلغ، وتأمين قطع تصليح الدراجات».
وبسبب نقص الوقود وتدمير الطرقات، تحولت الدراجة الهوائية إلى وسيلة نقل أساسية لمختلف الأعمار، حتى أن الدراجة باتت تستخدم في نقل المصابين إلى المستشفيات، لذلك أصبحت ورش تصليح الدراجات رائجة في ظل الحرب، حيث إن الطرقات المدمرة والممتلئة بالأحجار وركام البنايات المهدمة، تتسبب في سرعة دمار عجلات الدراجات الهوائية.
ويتجمع عدد كبير من الدراجات الهوائية أمام خيمة النزوح لعائلة عيد في دير البلح، ويعمل مع الأب والأم أبناؤهم الخجولون من عدسات التصوير، ويفضلون العمل على الكلام.
وبعد يوم شاق تجني العائلة مبلغاً زهيداً لا يتجاوز في أحسن الحالات 15 دولاراً، لا يكفي سوى لشراء وجبة واحدة للعائلة إن وجدت، في ظل ارتفاع أسعار السلع في القطاع، لكن تصليح الدراجات هي المهنة المتاحة حالياً.
يقول عيد الراعي: «اضطررنا للعمل هنا في تصليح الدراجات الهوائية، ونقوم يومياً بتصليح 10 دراجات، وعائلتي مكونة من 12 فرداً، وما نكسبه لا يكفي حتى للأطفال».
وتقول منور عيد: «قبل الحرب لم يكن الإقبال كبير على الدراجات، ولكن بعد الحرب أصبحت هذه المهنة منتشرة، ومصدر رزق للكثيرين». وتضيف: «أنا وظيفتي مراقبة العمل ومساعدة زوجي وأبنائي إذا احتاجوا شيئاً، فنحن لسنا من هذه المنطقة، وهذا العمل ينفق على 5 عائلات، عائلتي وأولادي وزوجاتهم وأبنائهم».
ومع استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، تزداد أوضاع النازحين سوءاً، حيث يعيشون في مراكز إيواء وخيام معدومة المقومات الحياتية. وخلال الأسابيع القليلة الماضية تباطأت عمليات تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل كبير، ما ترك 2.4 مليون فلسطيني يواجهون انتشار المجاعة والأمراض.