رغم الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر، حاول الفلسطينيون التغلب على صعوبة الظروف، بالقبض على شيء من فرحة العيد لهم ولصغارهم.

في شوارع مدن الضفة الغربية، ثمّة محاولة لإعادة «وقفة العيد» إلى مسارها الطبيعي.. بعض من الألعاب والهدايا للأطفال علّهم ينسون مشاهد القتل وأخبار الحرب التي احتلت ذاكرتهم، فالأطفال رغم الألم فرحوا بملابس العيد وتبادلوا التهاني مع الأحباب والهدايا.

في منازل الأسر الفلسطينية التي فقدت أبناءها، تسمع من يقول: «لا خوف على العيد في فلسطين، طالما هناك من يتقن رسم بهجته، فقد اعتدنا على مواجهة التحديات والملمات، ونصرّ على الفرح، مهما تعالت الجراح، وبلغت التضحيات».

كانت عائلة أبو دياب في خانيونس في مثل هذا اليوم من كل عام تعد كعك العيد، أما اليوم فقد هرعت إلى بقايا منزلها مشياً، وجاءت بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المدينة، كي تبحث عن ملابسها ومقتنياتها وسط الركام، لكنها حرصت على أداء طقوس العيد ومواجهة التحديات بقوة وصبر.

يقول محمـد أبو دياب، إن مشاهد الدمار في مدينة خانيونس كانت صادمة له ولعائلته، مبيناً أنه سيعود للسكن في خيمة بجوار ركام منزله الذي تدمر بشكل كامل، مضيفاً: «بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي بدأت العائلات بالعودة إلى خانيونس، جاؤوا للاطمئنان على أقاربهم وجيرانهم ومعايدتهم.

وحلت أجواء العيد في قطاع غزة مصحوبة بمشاهد قاسية ومروعة للحرب، وما نتج عنها من دمار وتشريد ونزوح ومجاعة غير مسبوقة، ولم يختلف الحال كثيراً في القدس والضفة الغربية، لكن رغم ذلك، يبقى للعيد في فلسطين فرحته وبهجته، بما يكسبه خصوصية تكسر عادية الأيام والسنين.

فالعادات هي ذات العادات، والطقوس هي نفسها، وإن اختلفت أشكالها بما تقتضيه الحالة. وفي العيد «الحزين» يحرص الفلسطينيون على تبادل التهاني بهذه المناسبة فيما بينهم، وألسنتهم تلهج بعبارة واحدة تتكرر مع كل مصافحة أو عناق «كل عام وأنتم بحال أفضل من هذا الحال».