عاد الجدل يفرض نفسه على المشهد السياسي في إسرائيل بشأن مصير الحكم في قطاع غزة بعد الحرب، في حال إنهاء أو إضعاف حركة حماس، ودخلت واشنطن على خط الجدل.
وواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تحدياً علنياً من وزير الدفاع يوآف غالانت فيما يتعلق بخطة ما بعد الحرب في غزة، إذ تعهد الأخير بمعارضة أي حكم عسكري إسرائيلي طويل الأمد للقطاع الفلسطيني.
وقال غالانت خلال مؤتمر صحافي إنه، بعد اندلاع الصراع بفترة وجيزة في أكتوبر، دعم خطة لتكوين إدارة فلسطينية جديدة ليست لها صلة بحركة «حماس». وأضاف الوزير المنتمي إلى حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو أن تلك الجهود «لم تجد استجابة» داخل الحكومة الإسرائيلية.
بديل «حماس»
وأردف غالانت «أدعو رئيس الوزراء إلى إعلان أن إسرائيل لن تحكم غزة عسكرياً. لا بدّ من تأسيس بديل لحكم حماس... التردد في اتخاذ القرار سيؤدي إلى ضياع المكاسب العسكرية (للحرب)».
وعبّر بيني غانتس عضو حكومة الحرب عن دعمه للمعارضة العلنية التي أبداها وزير الدفاع يوآف غالانت بشأن نهج رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو المتعلق بالتخطيط لغزة بعد الحرب.
وقال غانتس في بيان مصور إن غالانت «قال الحقيقة». وأضاف «مسؤولية القيادة هي فعل الصواب للبلاد، بأي ثمن».
وقال نتانياهو أمس، إن أي تحرك لتكوين بديل لحركة حماس لحكم غزة يتطلب القضاء على الحركة أولاً، وطالب بالسعي لتحقيق هذا الهدف «بدون أعذار».
وذلك رداً على غالانت ووزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن الذي قال في وقت سابق أمس، إنه يتعين على إسرائيل وضع خطة واضحة ومحددة لمستقبل غزة، حيث تواجه احتمال حدوث فراغ في السلطة قد تملأه الفوضى.
متفقتان
وتتفق واشنطن وحليفتها إسرائيل على أنه لا يتعين أن تظل «حماس» في إدارة غزة. لكنّ الحليفتين تختلفان على مسعى إسرائيل لتحقيق «نصر كامل» في غزة.
وقال بلينكن: «لا ولن ندعم الاحتلال الإسرائيلي، وبالطبع أيضاً لا ندعم حكم حماس في غزة... لقد رأينا ما آلت إليه الأمور في كثير من الأحيان بالنسبة لشعب غزة وإسرائيل. ولا يمكن أيضاً حدوث فراغ في السلطة لأنه قد تملأه الفوضى».
وتابع بلينكن: «من الضروري أن تقوم إسرائيل بما يلزم وتركز على المستقبل... ويجب أن تكون هناك خطة واضحة وملموسة، ونحن نتطلع إلى أن تتقدم إسرائيل بأفكارها».