مع مواصلة الحوثيين تعنتهم وإفشال جهود إحلال السلام، تواصل المنظمات الأممية التحذير من تفاقم الجوع في أنحاء البلاد وبالذات في مناطق سيطرة الحوثيين، في ظل تراجع مستوى الدعم الدولي لخطة الاستجابة الإنسانية.

وعقب فشل لقاء كبار الفاعلين الإنسانيين بشأن اليمن في جمع 2.7 مليار دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية لهذا العام، أكدت مصادر حكومية أن تعنت الحوثيين وإصرارهم على عرقلة كل جهود إحلال السلام سيفاقم من الوضع الإنساني خصوصاً في ظل تصاعد الحرب الاقتصادية التي يشنها الحوثيون على الحكومة المعترف بها دولياً.

وبالتزامن مع ذلك أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن مستويات انعدام الأمن الغذائي انخفضت في أبريل الماضي وكان الانخفاض أكثر وضوحاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين مقارنة بمناطق الحكومة. وقالت إن الاستهلاك الغذائي غير الكافي، والذي شهد زيادة كبيرة في مارس، انخفض بنسبة تزيد على 5 % . وفي المقابل، شهدت مناطق الحكومة انخفاضاً أضيق بحوالي 1 %.

تدهور

وذكرت المنظمة أنه وعلى الرغم من أن 11 % في عدد الأسر التي تعاني من الصدمات انخفض مقارنة بالشهر السابق، فقد تأثر ما يقرب من 60 % من الأسر بذلك، وبنسبة 3 % عما كان عليه خلال الفترة نفسها من العام الماضي 54 % من المتوقع أن يتدهور انعدام الأمن الغذائي ويصل ذروته خلال شهري يونيو ويوليو المقبلين.

بدوره، توقع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن يرتفع عدد الإصابات بمرض الكوليرا في اليمن إلى ربع مليون شخص، وذكر أن عدد الحالات المشتبه فيها يقدر بـ 500 إلى 1000 حالة كل يوم.

وقدرت إجمالي عدد الحالات المسجلة منذ بداية العام وحتى نهاية شهر أبريل في جميع المحافظات الـ 22 بحوالي 40 ألف حالة.

وفي تقرير عن حالة الوباء ذكر المكتب أن شركاء الصحة يتوقعون أن يتراوح العدد الإجمالي للحالات من 133 ألفاً إلى 250 ألف حالة مع حلول سبتمبر المقبل، مؤكداً أن الوكالات وشركاء المجموعة يوجهون تحديات تتمثل في محدودية توافر التمويل، ونقص الإمدادات (بما في ذلك عدم توفرها أو ارتفاع تكاليفها في الأسواق المحلية)، ومحدودية التمركز المسبق في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وضعف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في المجتمعات المحلية والمرافق الصحية، وإحجام بعض السكان عن طلب الرعاية.