أكد الاتحاد الأوروبي أن خطر نشوب حرب واسعة في لبنان بات أمراً حقيقياً، من شأنه أن يؤثر بشكل خطر في المنطقة وخارجها، فيما ضجت الساعات الماضية بارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية لـ«حزب الله» ولبنان، وبأجواء مروّجة حول سحب رعايا ومغادرة سفراء من لبنان مطار رفيق الحريري بينما نفت السلطات اللبنانية نفياً قاطعاً التقارير عن تخزين أسلحة في مطار بيروت.

مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قال، إن خطر نشوب حرب واسعة تشمل «حزب الله» اللبناني بات أمراً حقيقياً، من شأنه أن يؤثر بشكل خطر في المنطقة وخارجها.

فيما كشفت صحيفة «ذا هيل» عن عرض قدمته الولايات المتحدة، تضمَّن حلاً دبلوماسياً لوقف التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، يتمثل بإنشاء منطقة عازلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ورجحت الصحيفة ألا يقبل الطرفان بهذا الحل، مرجحة استمرار عدم نجاح الجهود الأمريكية في احتواء الأزمة المتصاعدة بين الطرفين لعدة اعتبارات.

وما بين المشهدين، وبحسب تأكيد مصادر متابعة لـ«البيان»، فإنّ ثمّة أسئلة تُطرح في المنطقة وعواصم القرار، ولا سيّما في واشنطن، ومفادها: هل صحيح أن إسرائيل سترتدّ إلى جنوب لبنان؟ وكيف ستكون نوعية المعارك فيه؟ هل لإبعاد «حزب الله» بضعة كيلومترات عن الحدود؟

وبالتالي، ما جدوى هذا الهدف، إذا كان «حزب الله» قادراً على توجيه ضربات لإسرائيل من وراء نهر الليطاني؟ وهذه الأسئلة، بحسب المصادر نفسها، تعكس حال الإرباك لدى الكثيرين، وخصوصاً أن الخطط تُبحث في غرف العمليات العسكرية لا في غرف أخرى، سياسية كانت أو غير سياسية.

 

نفي لبناني

في الأثناء، نفى وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، في مؤتمر صحفي من داخل مطار رفيق الحريري نفياً قاطعاً التقارير عن تخزين أسلحة في مطار بيروت.

وقال الوزير حمية إن التقارير عن تخزين أسلحة في مطار بيروت سخيفة وإنه ليس من صلاحية العاملين بمطار بيروت فتح أي صناديق وإن المطار يتعرض لحملة تشويه.

من جهة أخرى، رد رئيس اتحاد النقل الجوي في لبنان UTA علي محسن على الخبر الذي نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية والذي أشار إلى تخزين «حزب الله» السلاح والصواريخ في مطار بيروت لافتاً إلى أن الصحيفة لم تقدّم أي دليل أو برهان على ذلك.

وقال علي محسن إن ما نشر مجرد أضاليل وأكاذيب هدفها تعريض مطار بيروت والعاملين فيه الذين كلهم مدنيون والعابرين منه وإليه وكلهم مدنيون للخطر.

ومن شأن هذه المعلومات أن تثير مخاوف من أن يصبح مطار رفيق الحريري، الذي يقع على بعد أربعة أميال فقط من وسط المدينة، هدفاً عسكرياً رئيساً.

 

ارتفاع وتيرة التهديدات

وضجت الساعات الماضية بارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية لـ«حزب الله» ولبنان، وبأجواء مروّجة حول سحب رعايا ومغادرة سفراء من لبنان. علماً أن البعض يأخذ هذه التهديدات على محمل الجدّ، مؤكداً أن لا شيء يكبح جموح بنيامين نتنياهو، سوى عمل عسكري كبير وعلى الضفة المعاكسة، يضع البعض الآخر حملات التسويق للخيار العسكري في خانة الحرب النفسيّة للضغط على لبنان.

وثمّة كلام عن أن الحركة الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة لاحتواء الوضع، تؤشر إلى أنّ قرار منع الحرب لا يزال حتى الآن أقوى وأكبر من قرار إشعالها.. فهل من يضمن ألّا تتّسع رقعة الحرب لتصبح شاملة؟