في توجه جديد في التعامل مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ينحو الأوروبيون إلى فرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين، على وقع ما سمّوه «رسائل كراهية» ضد الفلسطينيين، وفيما دعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية في الضفة، أكدت مصر خطورة التصعيد والتوتر في المنطقة جراء استمرار الحرب في غزة.

واقترح الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، على الدول الأعضاء، فرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين. وقال بوريل، قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «إن الوزيرين الإسرائيليين يبعثان برسائل كراهية غير مقبولة ضد الفلسطينيين».

وأضاف أن بعض الأشياء المقترحة من جانب الوزيرين الإسرائيليين تناقض بكل وضوح القانون الدولي، وتشجع على ارتكاب جرائم حرب. وتستهدف العقوبات المقترحة وزير المالية بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، نقلاً عن مسؤولين أوروبيين.

وقال بوريل، إن الاتحاد الأوروبي يجب ألا يعتبر أي شيء محرماً عندما يتعلق الأمر بضمان احترام القانون الإنساني، مشدداً على أن المسألة تقع على عاتق دول التكتل للفصل فيها. بدورها صرحت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، بأنها لا تستبعد موافقة ألمانيا على فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي ضد اثنين من الوزراء الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين.

وأوضحت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر أنها ترى من وجهة نظرها أن العامل الحاسم في هذه الخطوة يجب أن يتمثل فقط في المعايير القانونية، والاتهامات الموجهة ضد هذين السياسيين، مشيرة إلى ضرورة تقييم كل حالة على حدة، لمعرفة ما إذا كانت هذه الاتهامات كافية لفرض العقوبات.

قلق أممي

في الأثناء دعا أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية في الضفة الغربية، معرباً عن قلقه العميق إزاء التطورات الأخيرة فيها، بما في ذلك إطلاق إسرائيل لعمليات عسكرية واسعة النطاق في محافظات جنين وطولكرم وطوباس، شملت شن غارات جوية، أسفرت عن سقوط ضحايا، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية.

وأدان الأمين العام، في بيان نسب للناطق الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، بشدة فقدان الأرواح، بما في ذلك الأطفال، ودعا إلى الوقف الفوري لهذه العمليات، كما دعا إسرائيل إلى الامتثال لالتزاماتها ذات الصلة بموجب القانون الإنساني الدولي، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين وضمان سلامتهم.

وشدد البيان على ضرورة أن يتمكن جميع المصابين من الحصول على الرعاية الطبية، وأيضاً العاملين في المجال الإنساني، محذراً من أن هذه التطورات الخطيرة من شأنها أن تغذي الوضع المتفجر بالفعل في الضفة الغربية، وتزيد من تقويض السلطة الفلسطينية.

وأعرب الأمين العام عن قلقه العميق إزاء الأفعال والتصريحات الخطيرة والاستفزازية، التي أدلى بها وزير إسرائيلي في الأماكن المقدسة في القدس، مشدداً على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة.

وأكد أن إنهاء الاحتلال والعودة إلى عملية سياسية ذات مغزى لإرساء حل الدولتين، من شأنه أن ينهي في نهاية المطاف دوامة العنف. وتعهد بمواصلة الأمم المتحدة العمل مع جميع الأطراف لتحقيق هذه الغاية، والسعي إلى خفض التصعيد في الوضع الحالي، وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

خطورة تصعيد

إلى ذلك، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطورة التصعيد والتوتر المتزايد في المنطقة نتيجة استمرار الحرب في قطاع غزة، مشدداً على عزم مصر مواصلة جهودها بالتنسيق مع الشركاء لوضع حد لهذه الحرب، التي خلفت كارثة إنسانية في غزة. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي، أمس الخميس، وفداً من لجان الكونغرس الأمريكي، برئاسة السيناتور جوني إرنست.

وحذر السيسي من خطورة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، معتبراً أنه يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية، داعياً المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة إلى تنفيذ ما تم التوافق عليه دولياً بشأن حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة، ويعزز السلام والأمن في المنطقة بدلاً من استمرار العنف والدمار.

بدوره شدد الوفد الأمريكي أهمية العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، معتبراً أنها حجر الزاوية للاستقرار الإقليمي. وأشاد الوفد بدور مصر المحوري في حفظ الأمن، ودعم جهود السلام في المنطقة، وأكد استمرار التشاور والعمل المشترك لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.