أعادت أربعة أسواق في حلب القديمة في شمال سوريا، فتح أبوابها بعد إنهاء أعمال ترميمها من أضرار لحقت بها خلال معارك عصفت بالمدينة، منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من 13 عاماً. وبعد سنوات، لا تزال المدينة القديمة والأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل ترزح تحت دمار كبير. وأعيد افتتاح أربعة أسواق في المدينة القديمة التي استقطبت قبل اندلاع النزاع آلاف التجار والسياح، بحضور مسؤولين وفاعليات محلية وممثلين عن منظمات غير حكومية.

وانضمت الأسواق الأربعة التي أعيد ترميمها بشراكة بين مؤسسة مدعومة من السلطات ومنظمات غير حكومية، إلى ثلاثة أسواق أخرى تم افتتاحها سابقاً من إجمالي 37 سوقاً تحيط بقلعة حلب الأثرية. وفي سوق السقطية 2، أعاد عمر الرواس افتتاح ورشته ذي الجدران المبنية من الحجر والتي ورثها ومهنة رتي السجاد عن والده.

ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية بينما تحيط به سجادات معلقة على الجدران: عندما دخلت إلى المحل وبدأت دق المسامير لتعليق السجاد والبسط.. ووضعت الطاولة والإبرة، شعرت وكأنني عدت 35 عاماً إلى الوراء، وكأن المكان استعاد روحه. وبعدما خسر زبائنه ومحله خلال سنوات الحرب، يقول الرواس إن الوضع بدأ يتحسن تباعاً منذ توقف المعارك.

ويشرح: اليوم يأتي المغتربون ويفتحون منازلهم، ليجدوا أن العث قد ضرب سجاداتهم، فيقدمون على إصلاحها، خصوصاً أن بعضها قد يكون ذكرى وبعضها له قيمته. ولطالما اشتهرت حلب التي شكّلت العاصمة الاقتصادية لسوريا، بأسواقها التجارية القديمة التي تمتد على طول نحو مئة متر في المدينة القديمة، المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للتراث المهدد بالخطر جراء الأضرار والدمار والنيران التي لحقت بها. ويقول عبدالله شوا الذي يبيع أنواعاً عدة من الصابون، فخر الصناعة في المدينة، «تركنا المصلحة وتعذبنا كثيراً خلال أيام الحرب، لكن الحمد لله استعدنا الروح، سنعيد إعمار المدينة بأيدينا.. وستعود أفضل مما كانت».