تدرس إسرائيل تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة تمهيداً لتفريغه من أهله، في وقت ارتكبت قواتها، أمس، ثلاث مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها للمستشفيات 46 قتيلاً و60 إصابة.
وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعضاء في الكنيست، أنه يدرس ما يُسمى «خطة الجنرالات»، لفرض حصار على شمالي قطاع غزة، وتحويله إلى «منطقة عسكرية».
وقال نتنياهو، في حديث لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، إنه «وفقاً للمعلومات التي لدينا، نصف الرهائن (الـ 97 المتبقين) في غزة، ما زالوا على قيد الحياة»، حسبما ذكر أحد أعضاء اللجنة لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وفي الجلسة المغلقة، أشار نتنياهو إلى أن خطة فرض حصار على ما تبقى من مقاتلي «حماس»، هي واحدة من عدة خطط قيد الدراسة، والتي ستُعرض على المجلس الوزاري، للمناقشة خلال الأيام المقبلة.
وتتضمن الخطة إجبار جميع المدنيين الفلسطينيين على مغادرة شمالي غزة «خلال أسبوع»، من أجل فرض الحصار على حركة «حماس»، وفق الرؤية الإسرائيلية، وإجبار الحركة على إطلاق سراح المحتجزين المتبقين. ونقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية «مكان» عن نتنياهو قوله، إن «الخطة منطقية»، وإنها «واحدة من الخطط التي يجري النظر فيها، ولكن هناك خطط أخرى أيضاً».
وقال نتنياهو للجنة، إن «السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية، «هو سر الانتصار في غزة»، وبالتالي، فإن فرض نظام عسكري لإدارة شؤون المنطقة، ربما يكون ضرورياً في الوقت الراهن، رغم أنه ليس هدفه النهائي».
وتشير تقديرات الأمم المتحدة، إلى أن مليون شخص، أي نصف عدد السكان تقريباً، يعيشون حالياً في منطقة مخصصة للأغراض الإنسانية، لا تشكل سوى أقل من 15 % من مساحة القطاع، وتفتقر إلى البنية الأساسية والخدمات.
وتقول الأمم المتحدة إنه يصعب إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمالي غزة على وجه الخصوص، حيث يعيش ما بين 300 ألف و500 ألف شخص، وفقاً للتقديرات. وقال اللواء المتقاعد في جيش إسرائيل جيورا إيلاند، الذي عرض الخطة على اللجنة الأسبوع الماضي، إن الخطة، التي لا تحظى بدعم الولايات المتحدة، «ستُغير الواقع على الأرض» في غزة.
وأضاف: «يجب أن نخبر سكان شمالي غزة، أن لديهم أسبوعاً واحداً لإخلاء المنطقة، التي ستصبح بعد ذلك منطقة عسكرية، (منطقة) يكون فيها كل شخص هدفاً، والأهم من ذلك، أنه لن تدخل أي إمدادات إلى تلك المنطقة». في الأثناء، قالت وزارة الصحة في غزة، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي، ارتكب 3 مجازر بحق العائلات الفلسطينية، ما أدى إلى مقتل 46 شخصاً.
وأكدت الوزارة أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، بسب الاستهداف المباشر الذي تقوم به الطائرات الإسرائيلية للطواقم الطبية. وأفادت الوزارة بارتفاع حصيلة ضحايا الحرب على غزة إلى 41,455 قتيلاً و95,878 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك منذ 7 أكتوبر 2023.