بدأ الجيش الإسرائيلي منتصف ليلة أمس باجتياح بري في جنوب لبنان وسط تحليق مكثف للطيران وقصف بالدبابات على معاقل حزب الله، بحسب البيانات الإسرائيلية، إلا أن تل أبيب لم تحدد ما إذا كانت ستغادر الأراضي اللبنانية بعد تنفيذ أهدافها المعلنة.
وتوغلت دبابات إسرائيلية في رميش جنوبي لبنان، في ظل انقطاع الكهرباء، ودوى هدير الدبابات في مناطق حدودية بالجنوب اللبناني.
وأعلنت الولايات المتحدة، مساء أمس، أن إسرائيل تنفّذ عمليات محدودة داخل الأراضي اللبنانية.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر لصحفيين: «هذا ما أبلغوني به، بأنهم ينفّذون حالياً عمليات محدودة تستهدف بنى تحتية تابعة لحزب الله قرب الحدود».
وأفادت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني بأن «الجيش اللبناني انسحب مسافة 5 كيلومترات من الحدود» في جنوب لبنان.
وحدد الجيش الإسرائيلي عدة مناطق في الشمال كمناطق عسكرية محظورة.
وقال متحدث عسكري باسم القيادة الشمالية للقوات الإسرائيلية إنه يحظر دخول هذه المناطق، في إشارة إلى مناطق قريبة من المطلة ومسكاف عام وكفر جلعادي القريبة من الحدود اللبنانية.
وكان المتحدث باسم الجيش قد أشار في وقت سابق إلى تدريبات في إطار زيادة الاستعداد القتالي للقوات. واجتمع مجلس الوزراء الأمني المصغر بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتحديد خطوات التوغل في لبنان.
وشهد لبنان حركة نزوح مكثفة خلال الساعات الماضية، حيث غادر عشرات الآلاف المناطق القريبة من الحدود، وحتى من مناطق تعتبر في العمق اللبناني، لكنها تحت نفوذ حزب الله.
وكانت إسرائيل قد صعدت من هجماتها، أمس، باستهداف قلب العاصمة اللبنانية بيروت للمرة الأولى، وذلك في أول استهداف من نوعه خارج الضاحية الجنوبية للعاصمة.
وقالت صحف لبنانية إن الغارة على قلب بيروت نفذتها مسيرة إسرائيلية قبيل فجر الاثنين، واستهدفت شقة سكنية في المنطقة التي تقع قرب الطريق الذي يربط العاصمة بمطار رفيق الحريري، وأدت إلى مقتل 3 قيادات في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». كما كشفت المصادر عن مقتل قائد حركة «حماس» في لبنان، فتح شريف أبو الأمين في هجوم على مخيم البص للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، كما قُتلت زوجته وابنه وابنته في القصف.
من جهته، أعلن جيش إسرائيل في بيان أنه هاجم عشرات الأهداف لـ«حزب الله» في منطقة البقاع بلبنان، بينما تم رصد حشد من الدبابات الإسرائيلية بالقرب من الحدود.
منصات صواريخ
وأضاف البيان أن من بين الأهداف التي تم مهاجمتها منصات لإطلاق الصواريخ، ومخازن أسلحة تابعة للحزب، وأعلن تدمير بنية تحتية عسكرية لحزب الله في الجنوب اللبناني.
في الأثناء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زياته للحدود الشمالية، أمس، إن المرحلة القادمة ضد «حزب الله» ستبدأ قريباً، وأنها ستتيح إعادة سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم. وجاء عن غالانت في حديث مع رؤساء المجالس في «منتدى خط المواجهة»: «المرحلة التالية في الحرب ضد حزب الله ستبدأ قريباً، وستكون عاملاً مهماً في تغيير الوضع الأمني، وستسمح لنا بإكمال المهمة».
ووفقاً للتقارير، فإن العملية البرية التي بدأت أمس ستكون أصغر حجماً من حرب لبنان الثانية التي جرت عام 2006، وستركز على إزالة البنية التحتية لحزب الله على الحدود، وإبعاده إلى ما وراء نهر الليطاني.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن مصادر مطلعة قولها إن قوات إسرائيلية خاصة نفذت عمليات تسلل صغيرة إلى جنوب لبنان، لجمع المعلومات الاستخبارية والتحقيق.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن المنطقة والعالم باتا أكثر أماناً بموت الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله. وأوضح أن الدبلوماسية تظل الخيار الأفضل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وأكد أن بلاده ستواصل السعي لتحقيق حل دبلوماسي في لبنان، وتعهد بأن تعمل الولايات المتحدة بشكل عاجل على ضمان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة.
إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان نويل بارو، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى بيروت، أن «ثمة حلولاً دبلوماسية» في لبنان.