أعربت دولة الإمارات عن القلق البالغ تجاه التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، ودعت إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر في المنطقة.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها أن دولة الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
ودعت الوزارة إلى حل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، وإلى التمسك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة، كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما بتعزيز الأمن والسلم الدوليين عبر حل القضايا والصراعات المزمنة في المنطقة، والتي باتت تهدد الأمن والاستقرار العالمي.
ودعت دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، في بيان أمس «إن مجلس التعاون يشدد على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي في ضوء التطورات الأخيرة والمتسارعة في الشرق الأوسط».
ودعا البديوي «جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها»، مؤكداً «ضرورة بذل كافة الأطراف جهوداً مشتركة واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات وضمان أمن المنطقة واستقرارها».
ودعت وزارة الخارجيّة السعوديّة جميع «الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب».
إجراءات أكبر
وحذرت إيران أمس، إسرائيل والولايات المتحدة بأنها ستتخذ إجراءات أكبر بكثير في حالة الرد على هجومها الذي شنته بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بأن هجومها سيكون «محدوداً»، وأن إيران أخطرت دولاً في المنطقة بالهجوم قبل 72 ساعة.
وفيما قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في اتصال هاتفي مع عبداللهيان، إن ما قامت به إيران «هو الرد المناسب.. وحق مشروع لها»، حذرت مصر من «خطر التوسع الإقليمي للنزاع».
في الوقت المناسب
وقبل اجتماع مجلس وزراء الحرب في إسرائيل، قال بيني غانتس الوزير في المجلس، إن إسرائيل سترد على الهجوم في الوقت الذي تراه مناسباً. وأضاف في بيان «سنشكل تحالفاً وسنجعل إيران تدفع الثمن بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا».
ودعا قادة العالم إلى ضبط النفس بعد شنّ طهران هجوماً غير مسبوق بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل، ردّاً على قصف قنصليتها في دمشق. وحذرت الولايات المتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل، من مغبة أي تصعيد.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في تصريحات لشبكة (إن.بي.سي): «الآن، الأمر متروك للإسرائيليين لتحديد ما إذا كانوا سيردون وطريقة الرد. نحن نتفهم ذلك ونحترمه. لكن الرئيس (جو بايدن) كان واضحاً للغاية، نحن لا نسعى إلى حرب مع إيران».
وقال كيربي إن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها لا تريد الحرب مع إيران. وأضاف «لا نسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، ولا نريد أن يتسع نطاق الصراع».
لن نشارك
وأفادت تقارير نشرتها شبكة (سي.إن.إن) وصحيفة وول ستريت جورنال بأن الرئيس الأمريكي أبلغ نتانياهو بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي رداً على هجمات إيران.
وذكر المصدران أن بايدن أشار في حديثه مع نتانياهو إلى أن أي رد إضافي لن يكون ضرورياً، كما أن عدداً من كبار المسؤولين الأمريكيين أبلغوا نظراءهم بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم على إيران.
وأكد قادة دول مجموعة السبع في ختام اجتماع عبر الفيديو أمس، «الدعم الكامل لإسرائيل» إثر الهجوم الإيراني، وأبدوا استعدادهم لاتخاذ تدابير ضد طهران «رداً على خطوات جديدة لزعزعة الاستقرار». وضمت القمة الافتراضية قادة الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس للصحافيين خلال زيارته الحالية للصين «سنبذل قصارى جهدنا لوقف المزيد من التصعيد... ولا يسعنا إلا أن نحذر الجميع، لا سيما إيران، من الاستمرار على هذا النحو».