نُكّست الأعلام على مقارّ الأمم المتحدة في كل أرجاء العالم الإثنين وووقف الموظفون دقيقة صمت حداداً على أرواح أكثر من مئة من زملائهم الذين قضوا في قطاع غزة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.
وهذه "أعلى حصيلة قتلى لأفراد طواقم إنسانية للأمم المتحدة يقتلون في نزاع خلال هذا الوقت القصير"، كما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة نشرها على إكس (تويتر سابقا).
وقال "لن يتم نسيانهم أبدا"، بعدما وقف دقيقة صمت في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في الساعة 9:30 صباحا بالتوقيت المحلي، كما في كل دولة للمنظمة مكتب تمثيل فيها.
وفي جنيف، ثاني أكبر مركز للأمم المتحدة بعد نيويورك، نُكست الأعلام صباحا ولم ترفع المنظمة أيًا من أعلام الدول الأعضاء فيها البالغ عددها 193، على طول الطريق الرئيسي أمام المبنى الضخم.
كذلك نُكس علم المنظمة بلونيه الأزرق والأبيض في بانكوك وطوكيو وبكين. ونظّمت وقفات في كاتماندو وكابول حيث كانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان روزا أوتونباييفا في مقدّم حوالى 250 شخصا وقفوا دقيقة صمت.
وفي رفح علق مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة توم وايت في بيان أنّ "موظفي الأونروا في غزة يقدّرون تنكيس الأعلام حول العالم".
وأضاف "لكن في غزة، علينا إبقاء علم الأمم المتحدة يرفرف عاليا كمؤشر الى أننا ما زلنا واقفين ونخدم شعب غزة".
يأتي هذا التكريم غداة إعلان الأمم المتحدة تسجيل "عدد كبير من القتلى والجرحى ... في القصف" الذي تعرض له مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة.
وأظهرت مشاهد صورتها وكالة فرانس برس الأحد فجوة في باحة مدرسة تابعة لوكالة الأونروا في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة.
- "تفانيهم سيكون نبراسا" -وأعلنت الأونروا الإثنين أنّ 102 من العاملين لديها قُتلوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب وأصيب 27 آخرون بجروح.
وتمت تلاوة أسمائهم في بهو مقرّ المنظمة الأممية بنيويورك أمام عشرات من زملائهم، كان بعضهم يحمل أوراقا بيضاء كتب عليها عبارات مثل "أوقفوا القتال" أو "احموا المدنيين".
من جهتها قالت مديرة الأمم المتحدة في جنيف تاتيانا فالوفايفا "نحن مجتمعون هنا اليوم (...) لتكريم زملائنا الشجعان الذين ضحوا بأرواحهم بينما كانوا يعملون تحت راية الأمم المتحدة".
من جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "سوف تظل معنا ذكراهم والبصمة التي تركوها".
وأضاف "تفانيهم الذي لم يتزعزع في العمل من أجل السلام والعدالة ورفاه الآخرين، سيكون نبراسا لنا وتذكيرا بأهمية المهمة التي نتقاسم أداءها".
تقصف إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة منذ خمسة أسابيع ردا على هجوم حركة حماس غير المسبوق داخل أراضيها في السابع من أكتوبر.
وقتل في الهجوم نحو 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين في إسرائيل فيما اختطفت حماس نحو 240 رهينة بحسب السلطات الإسرائيلية.
وأعلنت حكومة حماس الأحد أن 11 ألفا و180 فلسطينيا قتلوا في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، بينهم 4609 أطفال و3100 امرأة، فضلا عن إصابة 28 ألفا و200 شخص.
وبالإضافة إلى موظفيها الذين قتلوا في القصف، أعلنت الأونروا أنّ القصف طال 63 مدرسة ومنشأة صحيّة تديرها في غزة وأسفر عن سقوط 66 قتيلاً و651 جريحاً على الأقلّ في صفوف مدنيين نزحوا إلى هذه المنشآت طلباً للأمان.
وتؤوي الأونروا حاليا حوالى 780 ألف شخص في أكثر من 150 موقعا في قطاع غزة، بحسب ما أوضحت، مشيرة إلى أن "هؤلاء الأشخاص جاؤوا بحثا عن حماية وأمن في تلك الملاجئ تحت راية الأمم المتحدة".