أدى رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي، أمس، اليمين الدستورية لولاية ثالثة، بعد انتخابات دفعته للاعتماد على ائتلاف لمواصلة الحكم.

وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات التي صدرت الأربعاء فوز حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي بـ 240 مقعداً، وهو أقل بكثير من 272 مقعداً اللازمة للحصول على الأغلبية. وبلغ عدد المقاعد التي حصلت عليها أحزاب ائتلاف التحالف الوطني الديمقراطي 293 مقعداً في مجلس النواب المكون من 543 مقعداً.

وأجرى مودي محادثات سريعة مع حلفائه في «التحالف الوطني الديمقراطي» المؤلّف من 15 طرفاً، لضمان عدد الأعضاء الكافي في البرلمان ليتمكّن من تشكيل غالبية وتولي الحكم.

وقال مكتبه إنه سيعين حكومة مؤلفة من 71 عضواً بينهم 11 وزيراً من التحالف الوطني الديمقراطي. وتعهد مودي الذي كان محاطاً بمسؤولين من حزبه القومي الهندوسي وزعماء الأحزاب الشريكة في الائتلاف، حماية الدستور الهندي. واصطف حرس الشرف على سلم القصر الرئاسي وعزفت فرقة عسكرية بينما أدى اليمين.

وحضر المراسم قادة من دول جنوب آسيا من بينها بنغلادش والمالديف وسريلانكا بغياب قادة الصين وباكستان المجاورتين.

تبع مودي فوراً في أداء اليمين مساعدوه الرئيسيون في الحزب، راجناث سينغ وميت شاه ونيتين غادكاري، وهم وزراء الدفاع والداخلية والنقل على التوالي في الحكومة الأخيرة.

 

نشاط واسع

وكتب مودي في مقال نشر على موقعه الإلكتروني، أمس، قبل المراسم أن الأيام الأخيرة «شهدت نشاطاً واسعاً» مؤكداً أنه في «خضم التحضيرات لتشكيل الحكومة». وذكرت وسائل إعلام هندية بشكل واسع أن الوزارات الأربع الرئيسية أي الداخلية والخارجية والمال والدفاع ستبقى بحوزة حزب مودي.

وتحدثت صحيفة «هندوستان تايمز» عن أيام من «المحادثات المضنية»، بينما أفادت صحيفة «ذي تايمز أوف إنديا» بأنّ حزب بهارتيا جاناتا سعى إلى «تقليص» مطالب شركائه.

وكانت حكومة مودي السابقة تضم 81 عضواً.

واعتبر محلّلون أنّ الائتلاف سيغيّر السياسات البرلمانية ويُجبر حزب مودي الذي كان مهيمناً في الماضي، على اتباع نهج أكثر مهادنة إلى حد ما.

وفي هذا السياق، قال ساجان كومار رئيس مجموعة أبحاث «PRACCIS» التي تتخذ في نيودلهي مقراً، «في الماضي، كان حزب بهارتيا جاناتا واثقاً من نفسه بسبب الغالبية المطلقة التي يتمتّع بها».

وأضاف «الائتلاف سيجبر بهاراتيا جاناتا على إجراء المزيد من المشاورات».

 

تحدّيات محتملة

من جهتها، أشارت زويا حسن من جامعة جواهر لال نهرو إلى أنّ مودي يواجه تحدّيات محتملة في المستقبل، محذّرة من أنّه «قد يواجه أمثالاً له» من «السياسيين الماهرين» مثل تشاندرابابو نايدو من حزب «تيلغو ديسام» ونيتيش كومار من حزب «جاناتا دال».

والسبت، اختير راهول غاندي، الخصم الرئيسي لمودي، مرشحاً لقيادة المعارضة الهندية في البرلمان، بعدما تحدّى توقّعات المحلّلين عبر مساعدته حزب المؤتمر على مضاعفة أعداد مقاعده في البرلمان. وتعدّ هذه أفضل نتائج يحقّقها حزب المؤتمر منذ وصول مودي إلى السلطة قبل عقد من الزمن.

وتمّ التصويت بالإجماع خلال اجتماع لقيادة حزب المؤتمر السبت على التوصية بانتخاب غاندي كقائد رسمي للمعارضة، وهو منصب كان شاغراً منذ العام 2014.