أبدى محمد يونس، الحائز جائزة نوبل للسلام أمس، استعداده لتولي رئاسة حكومة انتقالية في بنغلاديش غداة تولي الجيش السيطرة على البلاد بعدما أجبرت التظاهرات الواسعة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار إلى الخارج.

ومحمد يونس (84 عاماً) هو أحد أشهر الاقتصاديين والمصرفيين في العالم، وله تجربة في مكافحة الفقر في بلاده، إذ نجح في إنشاء وتأسيس بنك «غرامين» (بنك الفقراء)، الذي يهدف إلى الحد من الفقر من خلال توفير قروض صغيرة للفقراء من دون ضمانات.وكان قادة الاحتجاجات الطالبية طالبوا بتولي يونس رئاسة حكومة مؤقتة. وكتب القائد في حركة «طلاب ضد التمييز» آصف محمد على فيسبوك «نثق بالدكتور يونس».

وقال يونس «لقد تأثرت بثقة المتظاهرين الذين يريدونني أن اترأس حكومة انتقالية... لقد ظللت طيلة الوقت بعيداً عن السياسة... لكن اليوم، إذا كان من الضروري العمل في بنغلادش، من أجل بلدي، ومن أجل شجاعة شعبي، فسأفعل»، داعياً إلى تنظيم «انتخابات حرة».

وأعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان الاثنين استقالة الشيخة حسينة وأن الجيش يعمل على تشكيل حكومة مؤقتة.

وقال بعد اقتحام الحشود مقر إقامة رئيسة الوزراء المستقيلة ونهبه إن «البلد عانى كثيراً وتضرر الاقتصاد وقُتل عدد كبير من الناس، حان الوقت لوقف العنف». ونزولاً عند طلب قادة الاحتجاجات الطلابية وحزب بنغلاديش الوطني المعارض، حل الرئيس البرلمان أمس. وأفرج عن رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء بعد سنوات من الإقامة الجبرية، وفق ما أفاد بيان للرئاسة وحزبها الذي يطالب بانتخابات في غضون ثلاثة أشهر.

كما أجرى الجيش تعديلات شملت خفض رتبة عدد من كبار الضباط ممن يعدون مقربين من حسينة، وأقال ضياء الإحسان، قائد كتيبة العمل السريع التي تشملها عقوبات أمريكية. وبعد أن خرج الملايين إلى شوارع دكا للاحتفال الاثنين، بدت شوارع العاصمة هادئة إلى حد كبير أمس، بعد أن استؤنفت حركة السير وفتحت المتاجر أبوابها.