فور اختيار كامالا هاريس لحاكم مينسوتا، تيم والز، نائباً لها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تداولت وسائل الإعلام بكثافة سيرة هذه الشخصية التي تجمع بين ميول محافظة يمينية عادة، وبين الليبرالية اليسارية المعروفة لدى الديمقراطيين. وقليل من هذه السير المنشورة تطرق إلى قضاء والز عاماً في التدريس خارج الولايات المتحدة، في الصين!
لكن التعليقات الصينية بتعيين والز على وسائل التواصل الاجتماعي أجبر وسائل الإعلام الغربية إلى إعادة نبش تفاصيل هذا العام الذي قضاه والز وزوجته في الصين عام 1989، في هذا العام المفصلي في تاريخ الصين لتزامنها مع احتجاجات تيانانمين، والمفاجئ أن شخصيات أمنية سابقة عملت في إدارة ترامب حذرت من "تاريخ مشبوه" لنشاطات والز مع حكومة بكين، في محاولة لإيجاد ثغرة في سيرة ذراع كامالا هاريس في الريف الأمريكي.
فماذا تقول سيرة والز في الصين؟ وهل هناك ما يخفيه فعلاً؟
أدناه خلاصة من سيرة والز في الصين نشرت في "بي بي سي" وشبكة "سي إن إن" ووكالة "رويترز" ومجلة "تايم".
إذاً، لم يهتم الأمريكيون بهذا العام الذي قضاه والز في الصين، لكن هذا العام أصبح "تريند" التواصل الاجتماعي في الصين، فقد ناقش مستخدمو وسائل التواصل الصينية كيف أمضى والز عاماً في التدريس في مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية الشرقية في عام 1989 - وهو موضوع كان رائجًا على موقع ويبو مع 12 مليون مشاهدة.
ولاحقاً أمضى هو وزوجته، المعلمة جوين ويبل، شهر العسل في الصين. لقد سافر إلى هناك حوالي 30 مرة بحسب إحصاء لمجلة "تايم". وكثيراً ما تحدث بإيجابية عن الصين، ويتحدث بعض الصينية (لغة الماندرين).
لقد وصف والز ذات مرة قراره بالتدريس في الصين بأنه "أحد أفضل الأشياء التي قام بها على الإطلاق".
كان حاكم ولاية مينيسوتا البالغ من العمر 60 عامًا مدرسًا للتاريخ ومدربًا لكرة القدم قبل أن ينضم إلى السياسة. كان حديث التخرج عندما انتقل إلى الصين لتدريس اللغة الإنجليزية والتاريخ الأمريكي في مدرسة ثانوية في إطار برنامج تطوعي بجامعة هارفارد.
وعندما عاد إلى الولايات المتحدة، أخبر صحيفة محلية أنه "لا توجد حدود" لما يمكن للصينيين إنجازه "إذا كان لديهم القيادة المناسبة".
تزوج السيد والز وزوجته في الرابع من يونيو 1994. ثم بدأ الزوجان عملاً تجاريًا نظم رحلات تعليمية صيفية إلى الصين للطلاب الأميركيين.
منذ أن تم الإعلان عنه كمرشح لمنصب نائب الرئيس لكامالا هاريس، خضعت علاقات والز بالصين للتدقيق من قبل المنتقدين الذين صوروه متعاطفًا مع بكين حيث يتنافس السياسيون في واشنطن على من يبدو أكثر صرامة ضد أهم منافس جيوسياسي للولايات المتحدة.
وقال ريتشارد جرينيل الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في ألمانيا ومدير المخابرات الوطنية بالإنابة في إدارة ترامب، على منصة إكس "الصين الشيوعية سعيدة جدا باختيار كاملا للحاكم تيم والز لمنصب نائب الرئيس". وأضاف: "لا أحد أكثر تأييداً للصين من الماركسي تيم والز"!
ورفضت حملة هاريس-والز مثل هذه الانتقادات مستشهدة بتاريخ والز في انتقاد بكين.
وقال جيمس سينجر، المتحدث باسم حملة هاريس، "الجمهوريون يلوون عنق الحقائق الأساسية".
أشار أحد مستخدمي موقع ويبو الصينية إلى أن "خلفية والز الفريدة تمنحه منظوراً حقيقياً للصين"، وأنه يستطيع "تعزيز التبادل الثقافي بين الصين والولايات المتحدة في وقت حيث العلاقات صعبة للغاية".
في العموم أصبح ماضي والز في الصين مصدراً للشائعات والأخبار المضللة التي من الصعب على الجمهور التحقق منها، منها علة سبيل المثال أنه كان مكلفاً بمهمة استخباراتية من الـ"سي آي أيه" في الصين، أو نقيض ذلك، أي أنه تعاطف مع الحكومة الصينية وكان مقرباً منها ويحظى بمعاملة خاصة، ودليلهم إلى ذلك هدايا تلقاها والز في عيد ميلاده عام 1990 حين نشر صورته في صحيفة محلية بمدينة نبراسكا، مسقط رأسه، وهو يحمل مروحة يدوية صينية ضخمة.
لكن رغم كل الجدل حول ماضي حاكم مينيسوتا في الصين، قد يصح التوثق عند تساؤل طرحه مستخدم صيني على موقع "ويبو" حيث كتب: "أليس من السذاجة الاعتقاد بأنه، لمجرد أنه قام بالتدريس في الصين وقضى شهر العسل هناك، سيكون متساهلاً تجاه الصين"؟