عندما اصطدمت بواقع الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي وتداعياتها، لم تستسلم ولكن حولت التحدي إلى نجاح، تلك هي المهندسة اليمنية رنا العطّاس، ذات الـ30 عاماً، والتي درست الهندسة في جامعة حضرموت ولكن بعد التخرج وجدت أن الراتب الذي تتقاضاه من هذا العمل لا يغطي نفقاتها الشخصية.
في لقاء مع «البيان» تقول العطّاس: «عندما تخرجت في جامعة حضرموت كلية الهندسة والبترول في عام 2013، شعرت بأنني حققت حلمي وحلم عائلتي أن أكون مهندسة معمارية متفوقة، ولكن وبعد جهد كبير حصلت علي وظيفه في أحد المكاتب الهندسية براتب زهيد لا يغطي حتى نفقاتي الشخصية، وهو أمر دفعني للتفكير في عمل بديل».
وتضيف: «ليس لي علاقة بصناعة الحلويات إطلاقاً ولم أفكر في أن أشتغل في هذا المجال، ولكن أحد معارفي وهي مهندسة أيضاً تكبرني بأعوام كانت تتقن عمل الكيك، وهي من شجعتني على العمل في هذا المجال، إذ سألتني في أحد الأيام ما إذا كنت أستطيع صنع الحلوى وبضحكة أجبتها بأنني فقط أتقن الأكل، وشعرت من طريقه كلامها بأنها تتحداني، فعدت يومها إلى بيتنا وتوجهت إلى المطبخ وسألتني والدتي ماذا تفعلين؟ فرددت عليها، لأن صديقتي تحدتني ويجب علي أن أتقن صناعة الحلويات، وبعد محاولات مرات وخمس أتقنت هذا العمل وأحببته أيضاً».
وكانت العطّاس ما تزال تعمل في أحد المكاتب الهندسية بذلك المبلغ الزهيد، وصبرت لاكتساب الخبرة، ولكن القدر كان يقودها نحو مشروعها الخاص، «إذ علمت بدورة عن التسوق الإلكتروني وكانت الأولى من نوعها في محيطنا فأثار ذلك فضولي والتحقت بهذه الدورة وتعلمت الكثير من الأشياء وكان من ضمن مخرجاتها تشكيل فريق وإعداد مشروع نطلقه عبر مواقع التواصل الاجتماعي».
وتضيف: «فكرنا كثيراً أنا وزميلاتي وتذكرت موضوع الحلويات واقترحت عليهم الفكرة وفعلاً وافقوا جميعهم، وقمنا بالإعداد والتصميم واخترنا الاسم، إلا أنه وبعد انتهاء الدورة أتت إحدى زميلاتي وهي أيضاً مهندسة ولكنها متخصصة في مجال الشبكات الإلكترونية، ولم تحظَ بفرصة عمل مناسبة، واقترحت أن يكون ذلك مشروعي الخاص، فاستنكرت ذلك وقلت لها أنا وين والحلويات وين؟ إلا أنها شجعتني كثيراً ووقفت بجانبي، فاقتحمت عالم الوصفات والمكونات وتعلمت عبر الإنترنيت وصفات وتشكيلات فريدة وتدربت عليها كثيراً، وبدأت فعلاً بصناعة الحلوى».
في عام 2019 و بعد أربع سنوات على بداية صناعة الحلوى وجدت العطّاس نفسها واحداً من مشاهير هذه المهنة في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت.