أكد سلطان بن سليم، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية، أن السمعة الطيبة التي تتمتع بها دولة الإمارات، وبناءها لجسور التعاون القوية والعلاقات المتميزة مع مختلف دول العالم، سهل مهمة موانئ دبي العالمية في الوصول والعمل مع حكومات العالم، مشيراً إلى أن الشركة استفادت بشكل مباشر من تلك المكانة وتتواجد حالياً في 44 بلداً من خلال 77 ميناءً برياً وبحرياً حول العالم.

ونوّه بن سليم بأهمية الاتصال المباشر مع مسؤولي الشركات والدول التي تعمل فيها موانئ دبي العالمية، معتبراً الاتصال الوسيلة الأهم والأنجح لتوصيل الصورة الحقيقية والرسائل الواضحة، وأن العلاقات الاقتصادية كانت ولاتزال من أهم الركائز التي تساعد على بناء علاقات سياسية قوية بين الدول.

جاء ذلك خلال جلسة «التجارة والعلاقات الخارجية» التي أفردها له المكتب الإعلامي لحكومة دبي ضمن الدورة الأولى لمنتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي.

وأشار بن سليم إلى الدور المهم التي لعبته موانئ دبي العالمية في تحفيز الدول التي تعمل فيها باستضافة دبي لمعرض «إكسبو 2020»، وذلك بالتكامل مع الجهات والمؤسسات المشرفة على الملف، كما أشاد بالدعم الكبير الذي قدمه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، لموانئ دبي العالمية من خلال تأسيس العديد من القنوات الدبلوماسية التي عززت من تواجد الشركة في كثير من دول العالم.

عوامل بناء

وحول العلاقة الدبلوماسية العامة بالتجارة والاقتصاد قال بن سليم: إن العلاقات الاقتصادية والتجارية عامل من عوامل بناء علاقات دبلوماسية قوية وربما أقوى من السياسية، لأننا نعيش في عالم لا تحكمه السياسة بقدر ما تحكمه المصالح المتبادلة التي بين الدول.

الاتصال وتذليل الصعاب

وتحدث بن سليم عن الصعوبات التي واجهت موانئ دبي العالمية في بداية العمل في لندن، وأهمية الاتصال لتذليل تلك الصعوبات، مشيراً إلى تخوفات المنظمات البيئية في بريطانيا من نشاط الموانئ على البيئة البحرية، ولكن سرعان ما تبددت تلك المخاوف بعد القيام بعدد من الأنشطة قبل تدشين المشروع، حيث جرى نقل مجموعة من الحيوانات في بيئة مشابهة للموقع، كما تم تأسيس متحف لعرض المقتنيات والآثار التي عثر عليها خلال عمليات الحفر لتأسيس الميناء، وهو ما ساهم بشكل كبير في نيل ثقة موانئ دبي العالمية للجمعيات البيئية في بريطانيا، وأصبح مرحب بها من الجميع.

ولفت إلى تجربة موانئ دبي العالمية في الولايات المتحدة، وأسباب عدم نقل التجربة الناجحة في بريطانيا إلى هناك، وقال إن دخولنا إلى أميركا كان خلال فترة الانتخابات الرئاسية، وتزامن ذلك مع وجود أنشطة حزبية تؤثر على مجرى الأمور، ما كان سيكلفنا إنفاق الكثير من الأموال لتحسين صورتنا، وكانت تكلفة ذلك بالنسبة لنا كشركة تجارية سيفوق العائد المادي، فقررنا الخروج وقمنا ببيع الشركة بأضعاف القيمة التي اشتريناها بها، وكان قرار الخروج قراراً تجارياً بحتاً ثبت جدواه وصحته.

وأضاف: «اليوم نحن مُرَحَب بنا في الولايات المتحدة، ووجهت لنا العديد من الدعوات للعمل هناك، لاسيما بعد اقتناع الأميركيين بما حققناه من نجاحات في لندن، لكننا سندخل إلى السوق الأميركية في الوقت المناسب».

قصة نجاح

وخلال حديثه أمام منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي سرد بن سليم قصة نجاح موانئ دبي العالمية، وكيف كانت بدايتها قائلاً: كانت بدايتنا في الخارج بعد ميناء جبل علي في جدة بطلب من عملائنا من شركات الملاحة حيث دعونا للتواجد في جدة، ثم جيبوتي في العام 1999، وبعدها توسعت الشركة ونمت إلى أن أصبحت تدير وتمتلك 77 ميناءً برياً وبحرياً في 44 دولة.

وأضاف: «نحن شركة تنمو بقوة ولها إسهامها القوي في النظم الاقتصادية للدول التي تتواجد فيها، ويلعب الاتصال دوراً كبيراً في إقناع الدول التي نعمل فيها والشركات التي نعمل معها، وكلما كان الاتصال جيد تولدت عنه قناعة بجدارتنا وقدرتنا على العمل الجاد النابع من احترام الآخرين لدورنا ومكانتنا».

ولفت بن سليم إلى أن موانئ دبي العالمية منذ العام 2006 إلى الآن استثمرت 20 مليار دولار، والتزاماتها المالية حالياً تبلغ 2.9 مليار دولار، تستطيع الشركة سدادها في ثلاث سنوات إذا أرادت ذلك، لكن بعض تلك الالتزامات طويلة الأمد ولا يوجد ضرورة لسرعة سدادها.

وحول علاقات موانئ دبي العالمية بالدول قال بن سليم: لدينا علاقات متميزة مع الهند والصين، ولدينا محادثات مهمة حالياً مع الحكومة الصينية في مشروع طريق الحرير الجديد الذي تعمل الصين على إقامته مع الأسواق العالمية ونحن نقدم لها المشورة.