أوضح عدد من الأطباء أن هناك زيادة في عدد الأطفال المراجعين للعيادات النفسية في الآونة الأخيرة.
وقالت الدكتورة ريم الجيلي، اختصاصية طب نفسي بقسم الطب النفسي في مستشفى راشد بدبي، إن النسبة الزائدة للأطفال المراجعين لقسم الصحة النفسية بالمستشفى تعود إلى ازدياد وعي الأهل بالأعراض النفسية لدى أبنائهم وأهمية علاجهم، لافتةً إلى أن أغلب أسباب إصابة الأطفال بمرض نفسي العنف الأسري أو انفصال الوالدين والتفكك الأسري.
وأضافت: «أكثر الأمراض النفسية التي تصيب الأطفال هي التوحد والاكتئاب وفرط الحركة والانفصام ومشكلات النطق التي تعتبر عرضاً لمرض نفسي»، مشيرةً إلى أن الأطفال المصابين بمرض الاكتئاب تظهر أعراضه من خلال ممارسة العنف مع من حولهم، وقد يكونون انطوائيين، إذ إن الأعراض تختلف من طفل إلى آخر.
وبينت أن استخدام أجهزة الآي باد من قبل الأطفال أو حتى الكبار يؤثر سلباً في الترابط الأسري، كما قد يخلق خللاً في شخصية الأطفال، تحديداً في حال دخلوا على مواقع مشبوهة، في ظل غياب الرقابة الأبوية، وقد تصيبهم بالاكتئاب أو تولد لديهم العنف.
وأضافت أن هناك جملة من العوامل تؤثر في نفسية الطفل، مثل البيئة الاجتماعية والعلاقة الأسرية والوراثية، مشيرة إلى أن تمضية أوقات طويلة أمام الآي باد تؤثر سلباً في شخصية الأطفال، خاصة إذا كانوا من ذوي الشخصيات الركيكة، مما يزيد أعراض ضعف الشخصية لديهم.
مرض الاكتئاب
أكد الدكتور محمد خلدون تركمان، اختصاصي طبيب نفسي بمستشفى الشيخ خليفة في عجمان، أن من بين كل 4 أشخاص يوجد شخص يعاني مشكلة ما عالمياً، ومنها مرض الاكتئاب، كما أن 20 -25% من الأشخاص مصابون بالمرض، كما أن كثيراً من الأمراض العضوية كالسكري والضغط تترافق مع نسبة عالية من الأمراض النفسية، خاصة مرض الاكتئاب، لافتاً إلى أن هناك ألفاً و300 حالة راجعت عيادة الطب النفسي بمستشفى الشيخ خليفة في عجمان خلال الفترة الماضية تم تشخيصها وإعطاؤها العلاج المناسب، إضافة إلى المرضى المحولين من مركز راشد للسكري في عجمان، ويعانون الاكتئاب المرافق لداء السكري، كما أن العيادة تستقبل يومياً مريضاً أو مريضين، ويراجعها عدد من الحالات التي تعاني اضطرابات نفسية، منهم عشرات المرضى المشخصين بحالات الاكتئاب، ويتم إعطاؤهم أحدث الأدوية المنتشرة عالمياً لعلاج مثل تلك الحالات، كما أنهم يخضعون إلى مراقبة دورية شهرية، تشمل التقييم النفسي والتحليل المخبري ومراقبة أي آثار جانبية محتملة قد تطرأ على المريض حتى تتم السيطرة عليها.
وقال إن النتائج خلال الفترة الماضية كانت مرضية بصورة كبيرة، وإن معظم المرضى أبدوا تحسناً واضحاً في حالاتهم الصحية، حيث شملت العلاجات العلاج الدوائي والعلاج النفسي والعلاج المعرفي، إضافة إلى جملة من النصائح يتلقاها المرضى، وتساعدهم على حل المشكلات اليومية سواء في العمل أو المنزل، فيتم منح المريض فترة كاملة من الوقت، يتحدث خلالها عن المشكلات التي تجابهه وتسبب له إزعاجاً، مبيناً أن عيادة الطب النفسي بالمستشفى تقدم خدمة مجتمعية للمرض بزيارتهم في منازلهم، بهدف التعرف إلى أسرهم عن قرب ومعرفة الأجواء المحيطة بالمريض، وبالتالي حل المشكلات على أرض الواقع.
أدوية باهظة
ولفت تركمان إلى أن الأدوية النفسية تعد من أكثر الأدوية الباهظة الثمن، خاصة أنها غير مشمولة بشركات التأمين ولا تغطيها، كما أن هناك عدداً من المرضى يقطعون العلاج نتيجة ارتفاع أسعار الأدوية، أو يلجأون إلى إدخال الأدوية بطرائق غير قانونية للحصول على الأدوية، ما يعرضهم للمساءلة القانونية، مبيناً أن الأدوية التي توفرها الدولة تعد علاجات أصلية ومعروفة المنشأ والمواصفات، أما العلاجات الأخرى فمعظمها أدوية رخيصة الثمن ومجهولة المواصفات التقنية والمصدر، كما ظهر العديد من الأدوية التي تعالج الاكتئاب بكفاءة وفعالية، لأنها تغطي كل النواقل العصبية في الدماغ، حيث تم توفيرها في كل العيادات النفسية في المستشفيات الحكومية.
وأضاف أن الاكتئاب يعتبر من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً، خاصة بين النساء، وهو مرض كأي مرض آخر تؤدي العوامل الاجتماعية والبيئية دوراً فيه، كما أن الأبحاث كشفت أن الاكتئاب ينجم عن نقص في النواقل العصبية بالمخ، وأن العلاجات الحديثة المستخدمة حالياً عندما يتناولها المريض يبدأ بالتحسن ويستعيد عافيته خلال أسبوع من العلاج، ويتحسن مزاجه وتعود شهيته للطعام عند الحدود الطبيعية.