يقدم غاليري «أيام» في دبي، بعد توسعه الجديد لضم ثلاثة غاليريهات مستقلة، بواقع صالة في قرية البوابة، بمركز دبي المالي العالمي، وصالتين في مجمع السركال بمنطقة القوز، ثلاثة معارض مستقلة لفناني عرض ليكون العامل المشترك في ما بينهم فن ما بعد الحداثة، ليحمل كل معرض تفاعلات الفنان المرتبطة بنبض القلب العربي في الزمن الراهن بأسلوبه وتقنيته الفنية الخاصة به.
على الجدار
وفي معرض «قلب على الجدار»، الذي يستمر حتى 31 ديسمبر 2015 بالغاليري الواقع بقرية البوابة، يترجم التشكيلي السوري عبد الكريم مجدل البيك بأسلوبه الفني، الذي يجمع بين معالجة مختلفة للوحة وألوانها، بما يتناسب وثقل شحنات الخوف والقلق والموت والدمار، التي تعاني منها العديد من الشعوب العربية، لتتجلى كثافة الألوان التي لها خشونة ملمس الجدران.
وتحولات ألوانها إلى الرمادي والداكن المحترق والأرقام والرموز، التي حملت ذكرى أناس مروا ذات يوم بالقرب من ذاك الجدار، لتتراكم على تلك الجدران طبقات كثيفة، وأحياناً كتيمة من الذكريات. واعتمد البيك المقيم ببيروت حالياً، في تنفيذ لوحاته على تيار الفن التجريدي، لينقل إحساسه من خلال اللون والخامة..
وتكمن جماليات لوحاته الجدارية الضخمة في اللعب بتناغم مساحات تباين الألوان وحدتها أو هدوئها، مستخدماً العديد من الوسائط، التي تعزز الحالة الحسية كالخيش والجص وبقايا الأشياء، التي يعثر عليها في الطرقات.
انهيار
أما الفنانة سما الشعيبي فتترجم في معرضها «انهيار» من خلال تعدد جذور هويتها بين أب عراقي، وأم فلسطينية، وجنسية أميركية، الإحساس بالنفي والإقصاء بالهجرة القسرية، بسبب الحروب مستخدمة العديد من وسائط الفنون البصرية المعاصر، وفي مقدمتها التصوير الفوتوغرافي والفيديو والفن التركيبي والمفاهيمي.
وما يستوقف في معرضها، الذي يستمر حتى 14 يناير المقبل، عملها التركيبي «نزوح»، الذي يتم التمهيد له، من خلال مشاهدة الزائر لمجموعة الصور الفوتوغرافية في الصالة الرئيسة، التي تعكس من أجواء الطبيعة الإحساس بالعزل والوحشة والانتفاء، ليلتقط الزائر البعد المعنوي والفكري للمعرض، الذي يعكس تحول الإنسان إلى كائن هش كبقايا المستحاثات لتغيبه رياح الحروب والموت.
وتستمد سما جماليات أعمالها من تناقض صورة الواقع مع الرؤيا الرومانسية، التي تستلهمها من جمال الطبيعة ليتعمق تفاعل المشاهد مع العمل.
لأيام ممتدة
وفي معرض «معبد لأيام ممتدة»، الذي يستمر حتى 14 يناير المقبل، يتناول الفنان المصري خالد حافظ «1963» في لوحاته الجدارية، من خلال رموز الحضارة الفرعونية، الهرمية بين القاع والقمة وهيمنة الفردية على العددية في تكوينات عناصره، لتحمل وجوه الملوك أقنعة من الزمن المعاصر من خلال مقاربة بين معاناة الشعوب المتكررة عبر الأزمنة.
وجمع حافظ في أعماله بين التشكيل والكولاج لتكريس المقاربة الزمنية، وقدم معظم لوحاته الضخمة بأسلوب ملحمي بمجموعاته البشرية والمعمارية، ويمكن القول من ناحية جمالية الأعمال، إن الفكرة ومضمونها طغت على قيمة الصنعة الفنية.