حينما اقتربنا من غرفة الموسيقى، سمعنا نغمات لها صدى ينثر عبيراً في أنحاء المكان، فقد أثبت بتهوفن قبل مئتي عام، أن الصمم ليس عائقاً للاستمتاع بالموسيقى، لتتسارع خطواتنا ونجد ميادة سلمون معلمة الموسيقى، وهي تعزف مع الطلبة بشكل منسجم، يجعلك تشعر وأنت تستمع إليهم بطاقة إيجابية تملأ المكان. تقول ميادة: هناك طلاب لديهم ضعف في السمع، وهناك آخرون يعانون صمماً كاملاً، ويعتمدون على الذبذبات التي تصدر من الجهاز، فيشعرون بكل شيء.

وتضيف: لدينا في المركز عدد من الطلبة الموهوبين بالفعل في الموسيقى. عاليا علي، طالبة في الصف السابع، تعشق الموسيقى منذ نعومة أظفارها، وبدأت المدرسة في تنمية مواهبها، لتشارك بعدها في عدة مسابقات، حصلت خلالها على شهادات تقدير.



وكان آخرها مسابقة «نغمات في سماء الإبداع» للأداء الفردي المتميز. وتتمنى عاليا أن تكون عازفة مشهورة حينما تكبر، أما محمد سالم، فعلى الرغم من حبه هو الآخر للموسيقى وعزفه على مختلف الآلات، وتحديداً البيانو، الذي يعزف على أوتاره النشيد الوطني، يتمنى أن يصبح شرطياً.

مهارات خاصة

بعد تجولنا في قسم الموسيقى، انتقلنا إلى النشاط والحيوية في القسم الرياضي، حيث يؤكد خالد نوفل، المشرف الرياضي، أن طلاب مدرسة الأمل يتمتعون بالعديد من القدرات البدنية، التي تعززها مشاركتهم عبر المؤسسات المجتمعية أو الخاصة والدورات التي يوجدون فيها بصفة مستمرة، فهم يعانون إعاقة سمعية فقط لا تحد من نشاطاتهم الرياضية.

 ويضيف: هناك بعض الأندية، مثل «الشعب» و«الشارقة»، اللذين استقطبا وجوهاً رياضية متميزة من مدرسة الأمل، لما يتمتعون به من قدرات ومهارات عالية، ولكن للأسف، هناك قانون دولي لا يسمح بمشاركة فئة الصم لزملائهم الأصحاء في مباريات كرة القدم..

 لأن الجهاز «المعين السمعي» الذي يتم وضعه على الأذن إذا تعرض لأي ضربة غير مقصودة في الملعب، قد يؤدي إلى أضرار كبيرة في العصب السمعي. من جهة أخرى، تشير سحر تلجي، مدرسة تربية رياضية، إلى أن طلاب مدرسة الأمل للصم، لا يختلفون عن الطلاب الأسوياء في أي شيء..


حيث إنها سبق ودرست في مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم لأكثر من 20 عاماً، وحالياً، هي ضمن طاقم تدريس المدرسة منذ 9 سنوات، حيث إنهم حصلوا على المركز الأول في ألعاب القوى، أثناء مشاركتهم في اتحاد الإمارات لرياضة المعاقين.

مرآة الفن


عالم من الألوان، ميدان واسع ثري للتعبير عن فكرة أو ذوق معين، بريشة مبدعين يتذوقون الفن من مرآة الحياة، يعكسها لطلابه محمد أبو زهرة، معلم التربية الفنية، الذي يشارك الطلاب صعوبة فقدانهم لحاسة السمع، حيث كان محمد أحد طلاب مدرسة الأمل للصم، الذي ترعرع بين جدرانها والتحق بها 1985، ليذهب بعدها إلى القاهرة لإنهاء دراسته في كلية الفنون الجميلة، ليعود من جديد إلى مدرسته..

ويكون فيها أستاذاً، ويكوّن عائلة مكونة من زوجة صماء، أنجب منها ولدين أصحاء تعلموا منهما لغة الإشارة. يؤكد محمد، الذي يضع مصباحاً يضيء حينما يدخل أحد عليه غرفته، وهي الوسيلة الوحيدة التي تلفت حواسه إلى وجود شخص ما، أن طلاب الأمل موهوبون كثيراً في الرسم، والدليل على ذلك، حصولهم على شهادات تقديرية وجوائز مالية، فالطلاب يعبرون بريشتهم عن كل ما يجول في خاطرهم.

فن التمثيل

الإبداع هو سيد الموقف، حينما تتجلى المواهب التمثيلية على خشبة المسرح، حيث يجيد طلاب مدرسة الأمل، فن التمثيل الإيمائي بمنتهى الإتقان، فقد أكد لنا محمد بكر «مشرف جماعة الإبداع الفني» في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، على قدرة الشباب في المدرسة على تقمص الشخصية والتعبير عنها، عن طريق حركة الجسد وإيماءات الوجه، فمنذ 4 سنوات..

 وهم لديهم مشاركات عديدة في عالم المسرح، آخرها مسرحية «أين الجيران»، التي أجادوا تقديمها بشكل مبهر. من ناحية أخرى، أكدت حنان زكي «معلمة الكمبيوتر»، على أن طلاب المدرسة لديهم قدرات عالية في برمجة الروبوت وتركيبة، حيث يمتلكون مهارات متميزة وقدرة على الاستكشاف والابتكار.

نسبة الوعي

تقول عفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل: تعد الأمل للصم، التي أنشئت حولها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عام 1979، وتعد المدينة أول مؤسسة تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة، وهي الوحيدة حالياً في دولة الإمارات التي تخدم الطلاب من الصف الأول وحتى الثاني عشر، إضافة إلى أننا نستخدم مناهج وزارة التربية والتعليم، ونخضع لقوانينها وامتحاناتها منذ لحظة التحاق الطالب للمدرسة..

حيث نقوم بعمل تقييم أكاديمي، ونقيس قدراته الفنية، حتى نضعه في المكان المناسب له. وتضيف الهريدي: المجتمع العربي غير مؤهل للتعامل مع الصم، خاصة في ظل وجود نقص في لغة الإشارة في أماكن كثيرة، كالمستشفيات ومراكز الشرطة والتلفزيون، الذي يغفل كثيراً هذه الفئة التي من حقها متابعة مختلف البرامج، حتى الأطفال يرغبون في مشاهدة أفلام كرتونية واستيعاب ما يدور فيها.

وتؤكد الهريدي أن في مدرسة الأمل، يتم استخدام ثنائية اللغة، الأولى التدريب على الكلام ومحاولة استخدام بقايا السمع، والطريقة الثانية، عن طريق لغة الإشارة، مشيرة إلى أن نسبة الوعي ارتفعت كثيراً عن الماضي، ففي البدايات، كنا نضطر للذهاب إلى المنازل لتسجيل أولادهم، أما اليوم، فأصبح هناك اهتمام كبير بأهمية تعليم والتحاق الصم في مدارس خاصة بهم.

اكتساب مهارات

تؤكد هناء محمد، معلمة الرياضيات، أن برنامج محمد بن راشد للتعليم الذكي، أضاف قيمة كبيرة للتعليم، لتصبح مادة الرياضيات أكثر تفاعلاً وتشويقاً مع الطلبة، فالمعلومات تصل إليهم بطريقة سلسة وبسيطة..


والنتائج التي لمسناها مذهلة بكل المقاييس، فالتكنولوجيا تمتلك قدرات هائلة لتحويل التعليم والتعلم، فهي تقدم لهم فرص اكتساب المعرفة وتطوير المهارات بالأساليب والسرعات، التي ما كانوا ليحصلوا عليها في الصفوف التقليدية. فالواجبات المدرسية يتم إرسالها للطلبة عبر الإنترنت بطريقة سلسة.

همزة وصل

وائل سمير، مدرب لغة الإشارة، ولد من أسرة مكونة من أب أصم، كان يواجه خلال حياته العادية مشاكل عديدة، لذلك قرر التخصص في هذا المجال، ليكون بمثابة حلقة الوصل بين والده والمجتمع، مشيراً إلى أن «مدرسة الأمل»، تزخر بالمواهب العديدة في مختلف المجالات،.

البرنامج الوطني لزراعة القوقعة يبعث الأمل في نفوس المرضى



في ما يخص علاج الصمم وطبيعية الحالات التي قد يعود لها السمع من جديد، والأخرى التي لا يمكن علاجها، يقول د. محمد فوزي مصطفى أحمد استشاري أمراض السمع والتوازن بمستشفى دبي: يوجد ثلاثة أنواع من ضعف السمع (الصمم)، حسب مكان الإصابة بالأذن، فهناك ضعف السمع التوصيلي، وهو مشكلة تصيب الأذن الخارجية أو الوسطى، وضعف السمع الحسي العصبي..

 وهو ينتج عادة من مشكلة تصيب الأذن الداخلية والعصب السمعي، ويقتضي تأهيل الأشخاص بتزويدهم بسماعات طبية، وضعف السمع العصبي التوصيلي، وهو مزيج من النوعين السابقين، ويمكن اليوم في ظل توافر أحدث الأجهزة الحديثة، اكتشاف ضعف السمع في أي عمر، حتى في المولود الحديث..

ولا شك أن أهم خطوات العلاج، هو التشخيص الصحيح والتدخل المبكر، فمشكلة ضعف السمع، يمكن علاجها تبعاً لنوعه ودرجته، حيث يمكن استعمال سماعات طبية أو زراعة القوقعة، أو استخدام علاج دوائي أو اللجوء للجراحة.

أما في ما يتعلق بتكاليف هذه العمليات، يقول: هناك عدة أنواع من العمليات الجراحية المسؤولة عن علاج ضعف السمع الشديد، من أهم هذه العمليات:

عملية زراعة القوقعة، عملية زراعة السماعات العظمية، وعملية زراعة سماعات جذع المخ. بفضل الدعم والرعاية الخاصة لعيادة أمراض السمع والتوازن بمستشفى دبي، تم إنشاء أول برنامج وطني متكامل لزراعة القوقعة وزراعة السماعات العظمية وسماعات جذع المخ..

حيث تم من خلال هذا البرنامج، عمل أكثر من 100 عملية زراعة قوقعة بنسبة نجاح 100 %، خلال العام الماضي لمرضى مواطنين ومقيمين وزائرين من دول شقيقة، قدموا خصيصاً لإجراء زراعة القوقعة بمستشفى دبي، لما تتميز به من خدمة فائقة الجودة، تضاهي المراكز العالمية في نفس التخصص.

الإعلام والمجتمع مسؤولان عن العزلة التي يعيشونها

معاناة فئة الصم مع المجتمع، تبدأ من عدم وعيه بضرورة احتوائهم، لتتوالي المشكلات التي تقابلهم، بداية من عدم استطاعتهم إخبار الطبيب في المستشفى عن آلامهم الجسدية، مروراً بسائق التاكسي والأشخاص الذين يعتبرونهم مجانين، بسبب استخدامهم للغة الإشارة.

وانتهاءً بإهمال القنوات التلفزيونية بوضع مترجم لغة إشارات أسفل الشاشة، لكي يتمكنوا من مشاهدة مختلف البرامج، وكأن حقوقهم مقتصرة على مشاهدة نشرات إخبارية معينة، يتم إذاعتها على قنوات محدودة للغاية.

وسام طاهر، طالب بالصف الثاني عشر، ويعد من المواهب المتميزة على خشبة المسرح، يتحدث عن بعض المشاكل التي تواجهه، يقول: هناك عدة مشاكل نتعرض لها، من ضمنها المستشفيات، فأنا أجد صعوبة في شرح ما أعانيه من ألم للطبيب..

 وحينما أتعرض لحادث في الطريق، لا أستطيع التواصل مع الشرطي، لكي أشرح له كيف تمت الحادثة، كذلك التلفزيون، قوة لا يستهان بها، ولكن للأسف، هذا الجهاز عديم الفائدة بالنسبة إلينا..

 حيث أقوم بإطفائه أغلب الأحيان، لأنه في الواقع يتجاهلنا، ولا يعبأ بما نعاني منه، فلا يوجد عمل درامي يتحدث عنا، فعدد قليل من النشرات الإخبارية فقط هي التي تستعين بمترجم إشارات، لكي نستوعب ما يحدث فيها، وكأن ليس من حقنا مشاهدة برنامج ثقافي أو رياضي أو ديني.

 ويضيف: سمو الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وفرت لنا مترجمي لغة إشارة في جامعة الشارقة..

 ولكننا نرغب بالالتحاق في جامعات أخرى، ولكن للأسف، هذا غير ممكن، بسبب عدم توافر مترجمي لغة إشارة. يتوقف وسام قليلاً، ثم يكمل حديثه عن طريق لغة الإشارة، مؤكداً أنه يشعر بالضيق، حينما يتحدث مع صديقه عن طريق لغة الإشارات، ويلمح في العيون نظرة تعني أننا مجانين، ولعل هنا يأتي دور الإعلام في توعية المجتمع بأننا أحد أفراده.

تتمنى جود زهير، الطالبة بالصف الثاني عشر، أن يكون هناك مترجم إشارات على مختلف القنوات الفضائية، ويتم مناقشة مختلف القضايا التي يعانون منها من خلال الدراما، مشيرة لأن أغنية نانسي عجرم «إحساس جديد»، التي حملت فكرة مخاطباتهم، أما أسماء محمد، والتي تعشق التصوير، فتتمنى وجود نشرات للغة الصم في التاكسي أو الأجهزة الإلكترونية، حتى يتم التواصل مع السائق.

يعيش طلبة مدرسة الأمل للصم في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، حالة من السكون في عتمة الحواس، فالأصوات مجهولة بالنسبة إليهم، والصوت الوحيد الذي يستشعرونه، هو صوت الصمت الذي يحاولون اختراقه، يتمتعون بروح الفكاهة وخفة الظل، ليسهموا معاً في تخفيف معاناتهم. فور أن تطأ قدماك أرض المدرسة، تشعر بالراحة والطمأنينة، فالابتسامة ارتسمت على شفاه الجميع بكل ترحاب.

وقد لمسنا خلال زيارتنا، مواهب عديدة في مجالات مختلفة، منها الموسيقى والرياضة والرسم والكمبيوتر، أعلنت بفطرتها النقية أنها فوق أي إعاقة، كذلك وضعنا أيدينا على جرح يجدون فيه حياتهم منعزلة ومهملة عن المشهد الإعلامي والفني، فلا أحد ينقل مشاكلهم واهتماماتهم، أو يقترب منهم، رغم أنهم يحملون الكثير من الأسرار والمفاجآت.

 طلبة المدرسة والعاملون فيها وجهوا بدورهم، رسالة حب وامتنان وتقدير للشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائبة رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، للدور الكبير الذي تقوم به جامعة الشارقة نحو فئة الطلبة من ذوي الإعاقة، وتطوير خدماتهم التعليمية، لبلوغ أعلى المستويات كغيرهم من الطلبة غير المعاقين.

الصم تاريخياً

■ لودفيغ فان بيتهوفن، على الرغم من فقدانه حاسة السمع عام 1796، إلا أنه لم يفقد العزيمة، وأصبح من أعظم الملحنين في العالم على مر التاريخ، فعندما اشتد نقص السمع لديه، كان يستمع إلى مقطوعاته وعزفه بوضع طرف مسطرة بين أسنانه، بينما يضع طرفها الآخر على البيانو، وهو ما يطلق عليه السمع بالطريق العظمي.

■ هيلين كيلر، قبل أن تبلغ الثانية من عمرها، أصيبت بمرض أفقدها السمع والبصر، وبالتالي، عجزت عن الكلام لانعدام السمع. ورغم ذلك، تعلمت اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية، ودخلت الجامعة وتخرجت، ثم تفرغت للكتابة والتألف.

■ توماس ألفا أديسون مخترع أصم، اخترع العديد من الأجهزة التي كان لها أثر كبير في البشرية حول العالم، مثل تطوير جهاز الفونوغراف وآلة التصوير السينمائي، بالإضافة إلى المصباح الكهربائي، لم يمضِ في المدرسة سوى ثلاثة أشهر، لتتولى بعد ذلك والدته تعليمه.

■ ديفيد رايت، أحب نغمة الشعر الموسيقية، وفي سن الرابعة، أصيب بالصمم الكامل، الأمر الذي جعله يزداد إصراراً لتحقيق طموحاته، والتي تجسدت في تنمية مواهبه الشعرية، حيث ترك الصمم بصمته على صوره الشعرية، فجعلته يرسم أحياناً لوحات صامتة، لأشياء ذات صوت، تاركاً للقارئ أو السامع إكمال اللوحة بنفسه.

■ مصطفى صادق الرافعي، كان شاعراً مبدعاً، وكاتباً بارعاً ومؤرخاً وناقداً، أصيب بمرض قاس، لم يتركه إلا وهو فاقد لسمعه، ولم يتجاوز الثلاثين من عمره، ترك رغم حياته القصيرة نسبياً، تراثاً أدبياً وفيراً، فقد خلف ديوانين في الشعر، إضافة إلى كتب أدبية عديدة، وقصائد عديدة متفرقة.

لغة الإشارة تعبّر عن حب الجسمي لجمهوره



يعد النجم حسين الجسمي، من أبرز الفنانين الذين لديهم مشاركات إنسانية في مختلف المجالات، فقد سبق وشارك، باعتباره سفيراً فوق العادة لمنطقة الخليج والوطن العربي لدى الأمم المتحدة، في حملة «اسمع إشارتي»، والتي كانت تهدف إلى نشر لغة الإشارة، والتعريف بها بين فئات المجتمع، وإلى إشراك ودمج الصم في النشاطات المجتمعية..

إضافة إلا أنه قام من قبل بزيارة مدرسة الأمل للصم، مؤكداً على أهمية الدور الذي يؤديه الفن في تواصل الشعوب وتقديم صورة مشرقة عن تراث البلد الذي يمثله الفنان..

 مشيراً إلى أنه من أهم رسائل الفن، بالإضافة إلى إسعاد الناس والتعبير عن مشاعرهم، أن يقوم بتسليط الضوء على المشاكل الاجتماعية، وطرح الحلول الملائمة لها. وقد استخدم الجسمي لغة الإشارة على مواقع التواصل، ليعبّر عن حبه لجمهوره ومحبيه من الصم، ونشر عبر صفحته الخاصة صورة له، وهو يشير بعلامة الحب، وذلك بلغة الصم، وعلق عليها قائلاً: «بلغة الإشارة.. أنا أحبك».

مرض وراثي يفقد مريم سمعها



قد لا يعرف كثيرون أنّ الفنانة مريم فخر الدين، كانت مصابة بمرض وراثي في الأذن، كاد يفقدها سمعها تماماً، وأنّها كانت تحتاج أحياناً إلى إشارات يدوية من المخرج، لأنّها لم تكن تسمع، وأنّها ألقت بنفسها في الماء، رغم تحذير الأطباء.

وذلك لأداء مشهد في فيلم «ارحم حبّي»، وأنّ فيلماً آخر عطّل علاجها هو «البنات والصيف»، لأنّها كانت متمسّكة بدور البطولة أمام عبد الحليم حافظ، ما جعلها تؤجّل السفر للعلاج.

نهلة الفهد: الإمارات سباقة في الاهتمام بالمعاقين



ترى المخرجة نهلة الفهد، أن وضع زاوية صغيرة لمترجم إشارات الصم في الفيديو كليب، تعد فكرة صعبة التنفيذ، وتحتاج لدراسة، إضافة لأن فكرة الكليب، يمكن أن تصل دون سماع الأغنية، وذلك عن طريق مشاهدة قصة الكليب، وفي ذلك تقول: أعتقد أننا بحاجة لمثل هذه الزاوية في البرامج الثقافية والأخبار والأعمال الدرامية..

 لأنها يمكن أن تفيده بصورة أكبر، وتقدم له معلومة مفيدة وخبراً هاماً أو قضية مثيرة للجدل، فأتمنى أن تضع الفضائيات العربية ميزانية لتطبيق هذه المبادرة. مؤكدة أن دولة الإمارات، تعد من أكثر الدول في العالم التي تهتم بفئة المعاقين، وتقيم لهم حفلات ومسابقات.

رويدا المحروقي: التعاطف وحده لا يكفي

ترى الفنانة رويدا المحروقي، أن لغة الصم ليست مجرد إشارات، وإنما إحساس ومشاعر نبيلة، يجب أن تتوافر في كل من يتعامل مع هذه الفئة التي تحيطها الأسرار، وربما في المستقبل تقوم بترجمة كليباتها عن طريق الاستعانة بخبير الإشارات، وتضيف: أعتقد أن الإعلام بصفة عامة، مقصر تجاه هذه الفئة، حيث إنه يلعب دوراً كبيراً في حث مجتمع الفنانين في التعامل مع هذه الفئة،..

وإنتاج أعمال غنائية ودرامية من أجلهم، وأتمنى أن يتم اعتماد لغة الإشارات في الجامعات، حتى يستطيع الأشخاص الأسوياء التواصل مع فئة الصم، كذلك يجب دمجهم ومنحهم فرصة الانضمام إلى الفرق الموسيقية، وفي مجال المسرح والسينما. مؤكدة أن التعاطف وحده لا يكفي، وإنما يجب ملامسة المجهودات التي يقوم بها الفنانون على أرض الواقع، ليس فقط لفئة الصم، وإنما لأصحاب الإعاقة بصورة عامة.