أحدثت لعبة «الواقع المعزز» «بوكيمون غو» أصداءً عالمية لافتة، في ظل الإقبال العالمي الذي يتعاظم يوماً بعد يوم لها، فمنذ بضعة أسابيع قليلة أسقطت اللعبة التي أطلقتها شركة «نينتيندو» أشهر التطبيقات عن عرش الصدارة، لتعتلي المركز الأول، لاسيما وإن مبدأ اللعبة يقوم على ملاحقة واصطياد ما تسمى بـ«البوكيمونات» الافتراضية في مواقع يحددها التطبيق عبر خرائط وأماكن حقيقية باستخدام تقنية «جي بي أس»، إضافة إلى أن اللعبة تتيح التقاط ومبارزة وتدريب وتبديل «بوكيمونات» افتراضية مختلفة تظهر في العالم الحقيقي.
وماتزال تداعيات هذه اللعبة الغول تترك صدى واسعاً، عبر العالم، من خلال الأنباء المتواترة عنها من أطراف العالم المختلفة، فشعبية اللعبة تزايدت على الهواتف الذكية، كما حققت قفزة نوعية لشركة «نينتيندو»، لاسيما وإنها تضع الناس أمام تحدٍ غير مألوف، عبر وضع شخصيات البوكيمون ضمن محيطهم الحقيقي ودفعهم إلى البحث عنها في أماكن لا يرتادونها عادة، وقد دفعت اللعبة بالعديد من الناس إلى التجول في المدن المختلفة بحثاً عن «وحوش البوكيمون لقتلهم».
متاعب
العديد من التقارير أشارت إلى أن اللعبة تقود أحياناً إلى متاعب حياتية ونفسية، فمن رجل حوّل منزله إلى صالة رياضية لـ«البوكيمون»، إلى أشخاص كُثر تحولوا بشكل لا إرادي إلى مدربين لـ«البوكيمون»، وذكر التقرير أيضاً قصة شيريدان الذي يعيش مع أسرته في ولاية ماساشوستس، والذي فوجئ بأنه تم وضع علامة على منزله كصالة ألعاب رياضية لـ «البوكيمون»، حيث يمكن للناس تدريب مخلوقاتهم الخيالية فيه، ما أدى إلى تجمع كثير من السيارات حول منزله.
جثث
ومن ضمن الحوادث الشهيرة المتعلقة بـ «بوكيمون غو»: الجثة الهامدة التي عثر عليها مراهق في المياه أثناء بحثه عن «البوكيمون»، وحكاية شايلا يغينز ابنة 19 عاماً التي استيقظت في الصباح الباكر للبحث عن «البوكيمون» الذي يستقر في نهر «وايومنغ» في الغرب الأميركي، وبدلاً من البحث عن «البوكيمون» وجدت جثة على الطريق السريع المؤدي إلى النهر، وعندما سئلت عن ذلك الموقف المرعب، أجابت: «سأستمر في لعب اللعبة». وليس هذا وحسب، بل ركز التقرير على جانب مهم جداً وهو استغلال اللصوص والمجرمين لـ«لعبة بوكيمون»، حيث يستفردون باللاعبين في أماكن معزولة.
إلى السجن
كما أوقفت الشرطة الألمانية شاباً عمره 18 عاماً، هارباً من حكم بالسجن، بعدما تجول مع أصدقائه للعب «بوكيمون غو» على هاتفه.
وقالت الشرطة في مدينة «ترير» على الحدود الغربية لألمانيا، إن السلوك الغريب للشاب وأصدقائه بينما كانوا يلعبون بالمدينة، دفع الضباط إلى فحص هوياتهم. وفي البداية عرف الشاب نفسه بهوية مزيفة، لكن الشرطة سرعان ما اكتشفت وجود مذكرة توقيف بحقه، وتم احتجازه ويقضي حالياً عقوبة بالسجن 6 أشهر كان قد تهرب منها، فيما لم تحدد الشرطة سبب الحكم عليه.
بلاغات
كما كشفت لقطات نشرت على موقع «يوتيوب» أن هوس لعبة «بوكيمون غو» وصل إلى حد الجنون عند بعض الأشخاص الراشدين، الذين فقدوا رشدهم من أجل لعبة تحقق لمالكيها مليارات الدولارات، ويبدو أن إدمان لعبة «بوكيمون غو» جعل من الصعب على البعض التفريق بين ما هو حقيقي وما هو من نسج الخيال، إذ تكررت البلاغات التي تتلقاها الشرطة في بريطانيا بشأن حوادث «سرقة بوكيمونات». وأصدرت الشرطة بياناً أوضحت فيه أنه ليس من الجيد أن يتصل المدنيون بخط الطوارئ للإبلاغ عن أشياء تتعلق باللعبة، مشيرة إلى أن هذه الخطوط مخصصة للمكالمات المتعلقة بالحوادث الطارئة فقط. كما حذرت الشرطة من استخدام البعض للعبة لسرقة الآخرين، إذ تسمح «بوكيمون غو» للاعبين بشراء «طعم» يستخدم لاستدراج البوكيمونات القريبة، ما يعني أنه قد يستخدم أيضاً في استدراج لاعبين آخرين وسرقتهم.
تدشين اللعبة في اليابان
أعلنت شركتا «بوكيمون» و«نيانتيك» يوم أمس، تدشين لعبة بوكيمون جو في اليابان لتصل اللعبة العالمية التي سجلت أرقاما قياسية إلى موطن شخصيات بوكيمون. وبذلك تنضم اليابان، وهي إحدى أكبر أسواق الألعاب الإلكترونية في العالم - إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وأكثر من 30 دولة في أوروبا لديها لعبة «بوكيمون جو» التي تتيح للاعبين التجول في أماكن في العالم الحقيقي لاصطياد شخصية افتراضية على شاشات هواتفهم الذكية. وابتكرت اللعبة شركات نينتندو ونيانتيك وبوكيمون. وتملك نينتندو حصة الثلث في بوكيمون ولكل من الشركتين حصة لم يعلن عنها. وقفزت أسهم نينتندو أكثر من 4 % أثناء التعاملات في بورصة طوكيو أمس. طوكيو
و«نينتيندو» شركة متعددة الجنسية تأسست بمدينة كيوتو اليابانية في عام 1889، وفي البداية جربت الشركة العديد من الأنشطة الخدمية الملائمة الصغيرة، مثل الفنادق وشركة سيارات أجرة، وبعد ذلك تحولت لتصبح شركة ألعاب فيديو، لتغدو إحدى أهم الشركات في هذه المجال وثالث أغلى شركات اليابان، بقيمة أكثر من 85 مليار دولار كقيمة سوقية. طوكيو - الوكالات
تعهد
تأمين اللاعبين ضد الإصابات
حسب تقارير إعلامية فإن بنك «سبيربنك» الروسي ينوي توزيع بوالص تأمين مجاني من الإصابات على هواة لعبة «بوكيمون غو» الإلكترونية، التي تحظى بشعبية واسعة في العالم، وتركيب أجهزة خاصة قرب مكاتبه لجذب «بوكيمونات».وأعلن أليكسي ميركورييف، المتحدث باسم إدارة التسويق والمواصلات لـ«بنك الجنوب الغربي»، أحد فروع «سبيربنك»، في حديث لوكالة «نوفوستي» أن هواة «بوكيمون» سيحصلون على تعويض مالي عن الإصابات التي قد تلحق بهم في أثناء اللعب.
ميزات
أسباب نجاح «بوكيمون غو»
بحث العالم النفسي أندرو بشيبيلسكي، من «معهد أوكسفورد للإنترنت»، الميزات الأساسية التي تجعل ألعاب الفيديو ناجحة، ومن إحدى الصفات الحاسمة للعبة «بوكيمون غو» هي أنها تعتمد على تقنيات يمتلكها الكثيرون ويألفونها بالفعل، وهي هواتفهم الذكية ونظام التموضع العالمي «جي بي إس».
العامل الآخر هو الحنين إلى الماضي، حيث إن عدداً من معجبي لعبة «بوكيمون غو» اشتاقوا إلى ذكريات عناوين بعض تلك الألعاب التي تعود إلى العام 1996، عندما طُرحت النسخة الأولى من اللعبة في الأسواق، كما أن حقيقة تداول الناس للعبة البوكيمون بهذا الشكل غير المعتاد مرة أخرى، أحيا الذكريات لدى معجبي اللعبة من كبار السن.
ويبدو أن جزءاً من جاذبية اللعبة، سواء قصد صانعوها ذلك أم لا، هي فرصة توحيد المعلومات ومشاركة ما يمر به الشخص على مواقع مثل «ريديت»، و «سناب شات» لذا، فإن «بوكيمون غو» تُلعب ليس فقط ضمن التطبيق الرسمي، ولكن أيضاً عبر قنوات التواصل الاجتماعي هذه.
امتعاض
«بوكيمون غو» في مؤتمر صحافي للخارجية الأميركية
لم يتمكن أحد مراسلي وسائل الإعلام من الاستغناء عن لعبة بوكيمون غو خلال مؤتمر صحافي كان يعقده أمس جون كيربي الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية للإعلان عن ما توصلت إليه الحرب على تنظيم داعش، الأمر الذي دعا المتحدث كيربي إلى قطع كلمته والتوجه بالسؤال للمراسل إن كان يلعب البوكيمون غو خلال المؤتمر معبراً عن امتعاضه من هذا السلوك؟
توظيف ساخر
■ على هامش تداعيات «البوكيمون» وأصدائها العالمية نشر صحافيون سوريون، صوراً لأطفال يحملون لافتات رسمت عليها دمى اللعبة، وتدعو العالم إلى إنقاذهم، في لفتة ساخرة من الصمت الدولي وفي توظيف إعلامي بليغ يلفت النظر إلى الأزمة السورية وتداعيتها العميقة على الناس، وخاصة الأطفال.