الخوض في مسألة أن يكتب الإماراتي الشاب محمد الحمادي، البالغ من العمر 22 عاماً ، سيناريو للممثلة الكويتية القديرة سعاد عبدالله، وهو أول إنتاج تلفزيوني متكامل له، كعمل استثنائي، عنوانه " خوات دنيا " في الموسم الرمضاني المقبل، ويذاع على أكثر القنوات العربية مشاهدة ، يجعلنا نؤكد أن مبدأ الثقة بالمواهب ومفهوم الارتقاء بها، إحدى منصات النهوض والتطوير في المجالات كافة للكتابة الإبداعية، لاسيما الفنون بأشكالها الأدائية، التي لفت إليها الحمادي في طرحه لثقافة صناعة النجم، وما تستطيع الموهبة تقديمه في مساحات التجربة والخطأ، وتقييمها بمقياس يؤمن بقدرتها بمدى زمني يؤهلها إلى الاحترافية، مبيناً أن إيمانه بذاته، واستمرار الحُلم بقدرته على صناعة إبداع في مجال الكتابة، صاغ مشروعه الخاص في أن يكون جمال حضوره، خلف الكواليس.

مشروع خاص

اعترف الحمادي أن مجال الفن، لم يكن أبداً عملية مخططة، بل حدث تنامٍ في داخله، بعد أن أصيب بطارئ ما في حياته، حرك فيه التوجه الكامل للاطلاع والقراءة، خلال عام ونصف بشكل متواصل. ألهمت إدراكاته، بحثا عن ذاته، وبدأت في أولى الدورات التدريبية للتمثيل لمجلس دبي الثقافي ( سابقاً )، والمعروف حالياً بهيئة دبي للثقافة والفنون، في عام 2005، لم يكن حينها يرى الحمادي بوضوح ماهية مشروعه الخاص. وقام خلال عامين، بدورات متتالية ومشاركات ثقافية ، وصولاً إلى عام 2007 عندما أخرج عملاً مسرحيا " الياثوم " للكاتب الإماراتي الراحل سالم الحتاوي، في الدورة التجريبية الأولى لمهرجان دبي لمسرح الشباب، والتي حصل فيها على أفضل ديكور مسرحي، ومن هنا أكد الحمادي أن الصورة بدأت تتضح لديه، في مجال الإخراج والكتابة، موقناً بقناعة حضوره، كرجل خلف الكواليس.

الساحة الفنية

عمل الحمادي توازياً مع الكتابة والإخراج المسرحي، في تقديم أفلام سينمائية شارك فيها في عدة ملتقيات منها: مسابقة أفلام من الإمارات ومهرجان الخليج السينمائي. ولفت أنه في هذه المرحلة، بدأت منطقة الكتابة والإخراج تبرز بشكل، واضح الملامح، والتي بلورها في المشروع الكتابي الأول له في الدراما التلفزيونية لمسلسل " ما أصعب الكلام "، والذي كان بالشراكة مع الكاتبة وداد الكواري. كان الحمادي متابعاً لسلسة مشاهدات تلفزيونية قدمتها الكواري منذ 2001، وعلى علاقة مسبقة بها، انطلقت أثناء قدوم الكواري إلى لقاء تلفزيوني في الشارقة، ومنها استمرت المناقشات الدائمة بينه وبينها عن طريق التواصل الإلكتروني، أو الزيارات بين قطر ودبي. وبين أن العمل قدم له، قدرة تفاعلية في فهم الساحة الإنتاجية الفنية، وتجاوز الصعوبات، والبحث عن الخطوة القادمة دائماً.

في رمضان

" خوات دنيا " المشروع المنتظر للحمادي في رمضان ، بالتعاون مع الممثلة الكويتية سعاد عبدالله، والذي يفتح باباً للبحث عن أهمية تبني القدرات الشبابية، وإلهامها والآخذ بمنطق الإيمان بها، وقال حول ذلك : " لنكن صادقين، لن تقدم سعاد عبدالله على قبول نص وتقديمه، من دون أن تقتنع به، جلسنا في مرحلة نقاش كبيرة وبحثنا، وأعددنا الخطوط من جديد، أخبرتها في جلسة نقاشية أثناء زيارة لها إلى دبي، بأن لي فكرة تحمل مضموناً إنسانياً، تفاعلت وطلبت مني أن أبدأ به، انجزته من 3 إلى 4 شهور، وبدأ تصويره في مارس من العام الحالي".

وتتضمن فكرة العمل على أن هناك 5 صديقات في العقد الخامس من العمر، يعتبرن المثل الأعلى لأبنائهن وأحفادهن، ويبدأ السؤال في أول الفيلم، ماذا لو كشف ماضي هؤلاء العجائز، وتبين ما قمن به في السابق من زلات، ومدى ردة فعل الأبناء؟. أكد الحمادي أنه سعى إلى أن يوضح للمشاهد من الجيل الثاني والثالث، والذي عادةً، لا يسمح لمن هم أكبر منه سناً ما يجيزه لنفسه، بأن هؤلاء المسنات يبقين بشرا، وإمكانية الخطأ محتومة، ويجب التعامل مع الذي يتكشف بمثابة حالة إنسانية. صناعة النجم

 

بيئة الكتابة الإبداعية، وآلية الظروف الداخلية لهذه العملية، بين فيها محمد الحمادي، أنه اعتمد بشكل رئيسي على نطاقين مهمين بالنسبة له ، هما: الإيمان والحلم، موضحاً أنه لم يتوقف يوماً عن الإيمان بقدراته، والحلم بأنه يستطع عمل إبداع يفوق وهم السن. ويركز على بذل المزيد من الجهد في الاطلاع والبحث المتواصل. وأضاف إن الفن بحاجة إلى شخصيات أبسط، تستطيع التقاط التفاصيل بشكل حقيقي وصادق، مشيرا إلى أن الموهبة شيء حساس جداً، والاشتغال عليها، ضمن قاعدة صناعة النجم، يحتاج إلى ترصد لحالات التقدم والصبر عليها، ولفت حول ذلك: " إحدى أهداف الاهتمام بالموهبة، جعلها في مساحة إبداعية، تخطئ فيها لتتعلم، وأن ما بين 3 إلى 5 سنوات هو العمر المناسب لقياس مدى وعي الموهبة، وصقلها".