انطلقت مساء أول من أمس فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان قصر الحصن، الحدث التراثي الغني والمتنوع بنشاطاته ومعارضه وأمسياته الزاخرة بالفن والموروث الثقافي المتنوع للإمارات.
فتح المهرجان مجدداً أبوابه أمام الزوار ومحبي التراث والحضارة والتاريخ الذين توافدوا بأعداد كبيرة للتعرف على جديد الدورة الرابعة التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتستمر حتى 13 فبراير الجاري.
توسيع
ويتضمن المهرجان الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مجموعة كبيرة من العروض والفعاليات والأنشطة وورش العمل والتجارب التعليمية التفاعلية التي تعكس التراث الثقافي العريق لدولة الإمارات، حيث شهدت الدورة الرابعة توسيع مساحة المهرجان الكلية لتبلغ 47,000 متر مربع، وإضافة منطقة «قصر الحصن» الجديدة إلى جانب المناطق الأربع المعروفة البحر والصحراء وجزيرة أبوظبي والواحة.
وسيتمكن زوار مهرجان قصر الحصن في دورته الجديدة من التعرف على تطورات أعمال الترميم الجارية للحفاظ على «قصر الحصن»، رمز نشأة أبوظبي، والمقر السابق لأسرة آل نهيان الحاكمة، حيث يجري حالياً تنفيذ أعمال ترميم على أيدي فريق من الخبراء متعددي التخصصات، عقب إزالة المزيد من الطبقات التي أضيفت إلى جدران القصر الخارجي في ثمانينيات القرن الماضي، كما يجري أيضاً تجديد مبنى «المجمع الثقافي»، بالتوازي مع ترميم «قصر الحصن».
وسيحظى الزوار هذا العام بجولات يقودها مرشدون في أجزاء من المبنى، إلى جانب الاستمتاع بتجربة تفاعلية في الحصن يصاحبها سرد شامل يؤرخ لمراحل مشروع الترميم.
عروض وفعاليات
وسيحتضن مبنى «المجتمع الثقافي» مجدداً تجربة «قهوة» للاحتفاء بفن وتقاليد القهوة التي سجلتها اليونسكو مؤخراً ضمن قائمتها لعناصر التراث الثقافي غير المادي.
وسيتم كذلك إعادة افتتاح أجزاء من مبنى المجمع الثقافي مجدداً للجمهور خلال فترة المهرجان، والذي سيضم معارض وأنشطة تعليمية وثقافية مفتوحة للزوار، فيما يستضيف مسرح قصر الحصن سلسلة من العروض الفنية والفعاليات العائلية التي تركز على موضوعات تعكس الأهمية الثقافية للمكان، ودوره في تطور إمارة أبوظبي، ومجتمعها، كما سيتضمن المهرجان أيضاً عروضاً بصرية حية وفنون الأداء وورش عمل الفنون التراثية والحرف التقليدية وتجارب تعليمية وثقافية تفاعلية تحت إشراف خبراء متخصصين.
خمس مناطق
ويضم مهرجان هذا العام 5 مناطق رئيسة هي منطقة البحر التي تسلط الضوء على التراث البحري للإمارات وشعبها، ومنطقة الصحراء التي تعتبر نموذجاً مصغراً عن البيئة الصحراوية والثقافة الإماراتية، ومنطقة جزيرة أبوظبي التي تعرض أسلوب الحياة في المجتمع الصغير حول قصر الحصن الذي تطور لاحقاً ليصبح مدينة حديثة وعاصمة عالمية، ومنطقة الواحة التي تهتم بالزراعة ورعاية الحدائق ومنتجات النخيل.
وقد تم إضافة «منطقة قصر الحصن» الجديدة التي ستكون فرصة لاستكشاف الهندسة المعمارية الإماراتية التقليدية، وعلم الآثار، ولتعرّف زوار المهرجان على الأهمية المعمارية والأثرية للحصن. فيما يستضيف «المجمع الثقافي» ورش عمل ومعارض جديدة تسرد قصة أبوظبي من خلال القطع الأثرية والوثائق والشهادات الشخصية لمواطنين ومقيمين.
مواعيد
يفتح مهرجان «قصر الحصن» أبوابه أمام الزوار يومياً من الساعة الرابعة عصراً وحتى الحادية عشرة ليلاً، فيما سيتم تخصيص يوم السابع من فبراير لدخول النساء والأطفال دون سن الثانية عشرة، وسيحصل زوار هذا العام على بطاقتين لممارسة الأنشطة عند شراء تذاكر دخول المهرجان، يمكنهم استخدامهما للاستمتاع بالأنشطة المختلفة بما في ذلك ركوب الجمال، وورشة عمل الهندسة المعمارية، وتجربة التنقيب عن الآثار، وعروض الأطعمة التقليدية، ونادي زراعة الحدائق، وحديقة الحيوانات الأليفة. كما يمكن استبدالهما لمشاهدة عروض مسرح المهرجان.
عروض حية
يتضمن المهرجان أيضاً مجموعة من عروض الأداء الحية الجديدة المقرر إقامتها على مسرح المهرجان، على رأسها عرض «باب الخير»، وهو عرض كوميدي باللغة العربية، بمشاركة شخصيات حية تنشر البهجة بين الجمهور من جميع الأعمار، كما سيستضيف أيضاً «عرض السماء» الذي يشهد تفاعلاً مباشراً بين الطيور من «حديقة الحيوانات بالعين» والجمهور، فيما يروي عرض «السفاري الليلي» قصة رحلة صديقين في الصحراء بحثاً عن مغامرات جديدة، حيث يلتقيان في طريقهما بالعديد من الحيوانات التي تعيش في البيئة الإماراتية، ويتنقل الخط السردي للقصة ببراعة بين اللغتين العربية والإنجليزية بأسلوب فريد ومرح يحكي مغامراتهما في الصحراء.
المجمع الثقافي يحتضن 3 معارض
خلال الدورة الحالية، يحضن المجمع الثقافي ثلاثة معارض، أولها يحمل عنوان «أرشيف وذكريات: قصة وطن» الذي يجمع مختارات من مقتنيات السجلات الوطنية الرئيسة في معرض واحد، من خلال مساهمات لديوان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأرشيف الوطني وأبوظبي للإعلام وأدنوك وأدكو وتلفزيون بينونة.
ويروي المعرض قصة الدولة من خلال وسائط إعلامية مختلفة، منها الصور الفوتوغرافية والصحف والأفلام، ويكشف عن كيفية تسجيل هذه الوسائط الإعلامية للأحداث، وحفظها للذكريات بطرائق مختلفة.
أما المعرض الثاني فيحمل عنوان «ملامح فوتوغرافية: صور من الماضي» الذي سيأخذ الزائر في رحلة لتحليل التفاصيل الدقيقة لخمس صور قديمة في أبوظبي، ليستكشف الحكايات الخفية في تلك الصور. أما معرض «ذاكرة المجمع الثقافي» فيركز على تأكيد دور المجمع الثقافي في المجتمع من خلال شهادات شخصية لأفراده.
ويمكن الاستماع إلى ذكريات العديد من الأشخاص الذين عاصروا أو عاشوا أحداثاً مهمة في المجمع الثقافي، فيما ستفتح التجارب الترفيهية والتعليمية المتنوعة في مهرجان قصر الحصن 2016 المجال أمام الزوار للاطلاع عن قرب على ماضي وثقافة دولة الإمارات، وعمليات الترميم الجارية في الحصن لحمايته واستعادة صورته الأصلية.