يحفل المشهد التونسي بسجالات عنوانها حملات «تطييف» قد تزيد من تعقيدات الأمور. ففي الفترة الماضية، برز تصريح لافت من وزير الشؤون الدينيّة التونسي نور الدين الخادمي الذي قال إن وزارته« لن تسمح بتواصل حملات نشر الفكر الشيعي في المجتمع التونسي»، متهما «جماعات» بالوقوف وراءها، كما أكد وضع وزارته «خططا لمواجهة الأزمة»، على حد وصفه.

وقال الخادمي حينها ان تلك المحاولات «هدفها إحداث صراعات طائفية بين صفوف الشعب الواحد». وكانت اضطرابات حدثت في عدد من مساجد تونس بسبب حالات تشيع اكتُشف مؤخرا ان جهات مدعومة من إيران تقف وراءها.

وقال شباب حركة النهضة، الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، في صفحتهم على «فيسبوك» إن الرئيس السابق زين العابدين بن علي «كان يدعم تغلغل المد الشيعي في المجتمع محاولا بشتّى الطرق التقرّب والتزلّف للنظام الإيراني بهدف محاصرة خصمه السياسي الأبرز حركة النهضة».

وأكد شباب النهضة أن «لا مساومة على وحدة المجتمع التونسي الإسلاميّة». و تشهد تونس حركة تشيع واسعة و خاصة في صفوف الطلبة، فيما تعتبر مدينة الحامة مسقط رأس راشد الغنوشي وولاية قابس عاصمة المتشيعين في تونس. ويأتي كل ذلك الجدل قبيل زيارة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بعد غد الاثنين الى تونس، في زيارة تحمل اكثر من معنى.

 ونشر موقع «الفجر نيوز»، التابع لحركة النهضة اول من امس، عنوانا على صدر صفحته الاولى يقول: «لسنا في حاجة السياحة الايرانية، ولا لاستثمار يجلب الدمار و الطائفية» غير ان نص الموضوع لم يكن موجودا في الموقع. وكانت قناة «التونسية» كشفت أخيرًا عن ظاهرة التشيّع في تونس التي ظهرت إلى العلن بعد التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد بعد ثورة 14 يناير، كما بثّت سلسلة مقابلات مع متشيعين.

نفي

 

نفى زعيم الشيعة في تونس مبارك بعداش أي علاقة بين شيعة تونس وإيران، غير أنه كشف أنه زار إيران في ملتقى بشأن حوار الأديان والمذاهب. واكد انه سبق له ان دعا الشيعة التونسيين الى انتخاب مرشحي حركة النهضة خلال انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في اكتوبر الماضي.