شهدت مراكز الاقتراع لانتخاب أول مجلس بلدية في سلطنة عمان إقبالاً كثيفاً أمس، وصل، بحسب تقديرات أولية إلى 65 في المئة، حيث تم الاستحقاق بسلاسة ودون عوائق، في حين تميزت الانتخابات بنجاح منقطع النظير لتجربة التصويت الالكتروني التي أثبتت فاعليتها ودقتها.
وأغلقت مراكز الاقتراع الـ104 في السابعة مساء امس بالتوقيت المحلي، بعدما فتحت أبوابهما لاثنتي عشرة ساعة، وسط اقبال كثيف من الناخبين العمانيين في مختلف محافظات وولايات السلطنة، وصل، بحسب تقديرات أولية إلى 65 في المئة، لاختيار 192 مرشحاً من إجمالي 1457 توزعوا على 11 محافظة بينهم 46 امرأة تنافسن لشغل المقاعد الـ192، فيما بلغ اجمالي عدد الناخبين المسجلين 546 ألفاً. وسارت العملية الانتخابية بسلاسة، حيث لم تواجه اللجان الفرعية أية صعوبات.
وقال وزير الداخلية حمود بن فيصل البوسعيدي إن التجهيزات والإعدادات ليوم الانتخابات سارت «بحسب ما تم التخطيط لها»، مشيراً إلى انه لمس ذلك من خلال الزيارة التي قام بها إلى عدد من محافظات السلطنة واطلاعه على التجهيزات وسير العملية الانتخابية. كما أكد أن كل الجهات المعنية بالعملية الانتخابية عملت «بشكل متواصل من أجل إنجاح انتخابات المجالس البلدية».
تصويت الكتروني
من جهته، قال وكيل وزارة الداخلية رئيس اللجنة الرئيسية لانتخابات المجالس البلدية خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي: ان عملية التصويت لانتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الأولى مضت «بكل انسيابية ويسر من دون أية عوائق تذكر»، مضيفاً أن الناخبين توافدوا إلى مراكز الاقتراع منذ السابعة صباحا. وأشاد البوسعيدي بتعاون الناخبين مع لجان تسيير عملية التصويت، شاكراً جميع العاملين في انتخابات المجالس البلدية على مساهمتهم في نجاح العملية الانتخابية».
واوضح البوسعيدي ان عملية الانتخاب «شهدت إدخال أحدث التقنيات، ومنها نظام التصويت الآلي الذي استخدم في 15 ديسمبر لتصويت الناخبين في سفارات سلطنة عمان بعواصم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكذلك في المركز الانتخابي الذي تم انشاؤه في محـافظة مسقط لناخبي محافظتي ظفار ومسندم». وأكد رئيس اللجنة الرئيسية لانتخابات المجالس البلدية للفترة الأولى ان التصويت الإلكتروني «أثبت فاعليته ودقته»، مضيفاً أن «هناك آفاقاً أوسع في المستقبل لاستخدام هذا النظام في العملية الانتخابية».
وأكد وكيل وزارة الداخلية ان جميع اللجان الانتخابية في مختلف ولايات السلطنة «كانت على استعداد تام لهذا الحدث»، مبيناً ان الوحدات الالكترونية المتنقلة «تم توفيرها في المقار الانتخابية أثناء فترة التصويت، ليتمكن الناخبون الذين لم يثبتوا النظام الإلكتروني في بطاقاتهم الشخصية من تثبيت النظام، ما سيمكنهم من الانتخاب». وأردف البوسعيدي أن «جميع من صوت منح إجازة براتب كامل»، لافتاً إلى أنه تم الإعلان عن مؤشرات الفرز الأولية أولاً بأول»، حيث نوه إلى انه «ولأول مرة، تم بث المؤشرات الأولية لعملية الفرز مباشرة على موقع انتخابات المجالس البلدية على شبكة الانترنت، فضلاً عن تمكين مستخدمي الهواتف الذكية من الاطلاع على هذه المؤشرات».
إشادة حقوقية
بدوره، أفاد أمين عام اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عضو اللجنة الرئيسية لانتخابات المجالس البلدية جهاد بن عبدالله الطائي ان ممثلي اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تواجدوا في كافة اللجان الفرعية، قائلاً انه من خلال الاطلاع على سير العملية الانتخابية اتضح أن العملية الانتخابية جرت «بانسيابية، حيث كان الإقبال على مراكز التصويت جيداً والتنظيم مثالياً».
يشار إلى انه بحسب قانون المجالس البلدية، فإن الولاية التي يبلغ عدد سكانها اقل من 30 ألفاً يترشح عنها شخصان، في حين ان الولاية التي يبلغ عدد سكانها ما بين 30 الى 60 ألفاً يترشح عنها اربعة، بينما يبلغ عدد المرشحين عن الولايات التي يتجاوز عدد سكانها 60 ألفاً ستة. وستختار السلطات من الأعضاء الذين يتم انتخابهم رئيساً ونائب رئيس لكل مجلس بلدي.
مجلس الشورى
انتخب العمانيون منتصف اكتوبر الماضي اعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم 84 نائباً. ويضم مجلس الدولة 57 عضواً. وادلى حوالي 397 ألف ناخب، شكلوا 76,6 في المئة من اجمالي عدد المقيدين في السجل الانتخابي، بأصواتهم لاختيار اعضاء مجلس الشورى من بين 1133 مرشحاً بينهم 77 امراة. وعادت المرأة في تلك الانتخابات للمجلس مع فوز نعمة البوسعيدي، 40 عاماً، في الاستحقاق.