انتفض رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ضد الحشد الشعبي وشنَّ هجوماً غير مسبوق على الميليشيات المسلحة، مؤكداً أن العراقيين لم يسقطوا الدكتاتورية لتحكمهم العصابات. واتهم العبادي ميليشيات لم يسمها بأنها تريد خطف العراق، وبأنها تحتال على الشعب «بحجة الدفاع عن المذهب»، في وقت أقال مسؤولاً رفيعاً في الشرطة العراقية وصف بأنه مقرب من قاسم سليماني.
وجدد العبادي انتقاداته المبطنة لبعض العناصر المنضوية تحت مظلة الحشد الشعبي، قائلاً: «لن نسمح لمن يريد إضعاف الدولة والمجتمع، ويقوم بالخطف لمجرد أن تخالفه الرأي». وتساءل العبادي: «هل إن قتال أبطالنا ومحاربة الديكتاتورية وإسقاطها تم من أجل أن تحكمنا عصابات؟».
وقال، إن الشر في البلاد داخلي، وإن «المقربين» يفرحون بوقوع تفجيرات يذهب ضحيتها الأبرياء من المواطنين. وتساءل في مؤتمر صحافي ببغداد: هل هي مصادفة أن تقع التفجيرات فقط عندما تكون هناك خلافات داخلية بين الأحزاب والأطراف السياسية؟ وأضاف العبادي إن الشر في العراق داخلي، و«من المقربين». وتابع أن «الإرهاب يريد إيقاع الفتنة بيننا، وهناك كثيرون متهيئون لهذه الفتنة». وجاءت تصريحات العبادي تعقيبا على تفجيرات دامية، يوم الجمعة، استهدفت مواقع بالعاصمة بغداد ومدينة البصرة.
وسقط 33 شخصاً بين قتيل وجريح في تفجيرين نفذهما شخصان بسيارتين مفخختين وقعا بالتزامن في مكانين منفصلين شمال البصرة، كما قتل 19 شخصاً -بينهم رجال شرطة- وأصيب 25 آخرون في تفجير سيارتين ملغمتين جنوبي العاصمة بغداد. وكان العبادي قال قبل أيام، في إشارة إلى بعض الفصائل المسلحة، إن عناصرها «يخطفون الناس ويريدون المشاركة في الانتخابات».
إلى ذلك كشفت مصادر عسكرية أن العبادي، أبعد أبو ضرغام المطوري، قائد الفرقة السادسة في الشرطة الاتحادية عن منصبه، والمقرب من قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني.
يشار إلى أن المطوري المنتمي إلى ميليشيات بدر كان يشغل قيادة اللواء الخامس ببدر، الذي قاتل مع الإيرانيين ضد الجيش العراقي إبان حكم صدام حسين، قد تم تنصيبه من قبل سليماني قائدا عسكريا ضمن الشرطة الاتحادية وأعطاه رتبة لواء، وذلك في معركة استعادة الفلوجة العام الماضي (2016).