تعرضت اليابان صباح أمس لهزة أرضية جديدة بلغت قوتها ست درجات على مقياس ريختر، في الوقت الذي بلغ فيه مستوى تركيز اليود المشع في البحر قرب محطة فوكوشيما أعلى من المعدلات المسموح بها بـ‬4385 مرة، بحسب شركة طوكيو الكتريك باور (تيبكو)، المشغلة للمحطة.

ويتزامن ذلك مع حركة دبلوماسية واسعة دشنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى طوكيو أمس لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء ناوتو كان حول الأزمة النووية الحالية. كما يعتزم وزير الخارجية الألماني القيام بزيارة تضامنية اليوم.

وأعلنت هيئة الارصاد الجوية اليابانية أن زلزالا بقوة ست درجات ضرب شمال شرق اليابان في وقت مبكر أمس.. فيما لم ترد أي تقارير فورية بحدوث خسائر بشرية أو مادية. ولم تصدر الهيئة أي تحذيرات من حدوث امواج مد عاتية «تسونامي».

وأضافت الهيئة أن مركز الزلزال كان قبالة ساحل مقاطعة مياجي. فيما لم ترد أي أنباء حول ما إذا كانت محطة فوكوشيما‬1 المنكوبة تضررت بسبب الزلزال الجديد.

وكان زلزال بقوة تسع درجات ضرب نفس المنطقة في ‬11 مارس الماضي.

 

مستوى الإشعاع

في سياق متصل، قالت شركة طوكيو الكتريك باور (تيبكو) إنها رصدت مستوى تركيز من «اليود المشع» أعلى بـ‬4385 مرة من المعدل الطبيعي في البحر، قرب محطة فوكوشيما.

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها رصدت مستويات إشعاع ضعف المعيار الذي حددته لإجلاء السكان، بقرية تقع على مسافة ‬40 كيلومترا من المحطة شمال شرق اليابان.

في هذا السياق، استبعدت الحكومة اليابانية توسيع منطقة العزل في محيط محطة فوكوشيما التي اعلن رئيس الوزراء ناوتو كان وجوب تفكيكها حالما يتم القضاء على الخطر. وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أنها رصدت معدلات اشعاعية «تبرر عملية اجلاء» على بعد ‬40 كيلومتراً شمال غرب محطة فوموشيما داييتشي‬1.

وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية يوكيو ايدانو: «لا اعتقد ان الامر بطبيعته يستدعي هكذا خطوة»، مضيفا: «لكن ارتفاع مستوى الاشعاعات في الارض يقود حتما الى التفكير بامكانية ان يكون تراكم «للاشعاعات» على المدى الطويل مضرا للصحة».

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أول من أمس ان المستوى الذي تم رصده في الارض من جانب الاجهزة المختصة في بلدة ييتاتي وصل الى ‬2 ميغابيكريل للمتر المربع، اي ضعف المعدل الذي تبدأ الوكالة على اثره بالتوصية بالاجلاء.

ولم تجل السلطات اليابانية حتى الآن الا ضمن نطاق ‬20 كيلومتراً حول المحطة، ناصحة السكان القاطنين على مسافة بين ‬20 و‬30 كيلومتراً بملازمة منازلهم او بمغادرة المنطقة. إلى ذلك اوصت المنظمة البيئية «غرينبيس» الحكومة بتوسيع منطقة العزل على الاقل ‬10 كيلومترات، استنادا الى المستويات التي رصدتها المنظمة.

 

زيارة ساركوزي

في الأثناء، وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى طوكيو؛ لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء ناوتو كان حول الأزمة النووية الحالية في اليابان. وسيعرض ساركوزي، الذي يعد أول زعيم أجنبي يزور اليابان منذ تعرضها للزلزال المدمر في ‬11 الماضي، تقديم المساعدة في المجال النووي، حيث تعاني اليابان من التعامل مع محطة طاقة نووية تعطلت بسبب الكارثة المزدوجة.

في سياق متصل، يعتزم وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله التوجه إلى طوكيو غدا السبت في زيارة تضامنية. ومن المقرر أن يقوم فيسترفيله بزيارة طوكيو عقب ختام جولته الصينية التي بدأها أمس. وذكرت مصادر مقربة من الوزير أن زيارة طوكيو تهدف إلى التعبير عن تضامن ألمانيا مع الشعب الياباني المتضرر من الزلزال. ومن المقرر أن يجري فيسترفيله محادثات مع نظيره الياباني تاكياكي ماتسوموتو خلال الزيارة.