تأمل إيران أن تكتسب دفعة دبلوماسية قوية خلال الأسبوع المقبل حين تستضيف قمة حركة عدم الانحياز التي تضم 120 دولة. لكن اختلاف الآراء بشأن سوريا قد يفسد بهجتها. وتتولى إيران الرئاسة الدورية لحركة عدم الانحياز لمدة ثلاثة أعوام مما يتيح لها فرصة تعزيز وضعها الدولي في وقت تسعى الولايات المتحدة لعرقلة اقتصادها وعزلها دبلوماسياً بسبب برنامجها النووي.

ورغم أن كثيراً من المحللين يرون أن الحركة التي أنشئت العام 1961 لمواجهة هيمنة القوى الكبرى على الساحة الدولية ضعفت منذ نهاية الحرب الباردة، فإن الضوء الدبلوماسي سيتيح لطهران الفرصة لإظهار أن واشنطن أخفقت في عزلها عن بقية العالم. وقال عميد كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكينز والي نصر: «المؤتمر هو سبيل إيران لكسر الحظر الدبلوماسي».

وقال علي أنصاري من جامعة سان آندروز في اسكتلندا: «يحب الإيرانيون اعتلاء المنصة. وإذا تعاملوا مع الأمر بدبلوماسية فسينعمون على الأقل بالأبهة التي تعكسها المنصة». وستعد طهران بصفتها الدولة المضيفة أول مسودة للبيان الختامي للمؤتمر والمرجح أن تشتمل على عبارات تؤكد حقها في الحصول على تكنولوجيا نووية سلمية وتدين التهديدات العسكرية الإسرائيلية لها وتشجب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وقال الأستاذ بجامعة «سيتي» البروفيسور بيتر ويليتس: «تنطوي استضافة حركة عدم الانحياز ورئاستها على مزايا كثيرة. إنها الأساس لمواصلة النفوذ السياسي على مجموعة كبيرة من الدول النامية لثلاثة أعوام». وأضاف «المضيف له دائماً تأثير كبير فيما يتعلق بنقطة انطلاق المناقشات».

نقطة الخلاف

أما نقطة الخلاف المحتملة، فستكون سوريا، حليف إيران الرئيسي في المنطقة.

ولدى تمحيص ويليتس لتصويت أجرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الثالث من أغسطس على مشروع قرار يدين استخدام النظام القوة مع شعبه، وجد أن 70 عضواً من أعضاء حركة عدم الانحياز أيدوا المشروع في حين أقره ثمانية منهم فقط.

وقال: «نظراً لأن أعضاء حركة عدم الانحياز لديهم سجل طويل من معارضة التدخل في الشؤون الداخلية للدول النامية، فإن هذه الخطوة تعد إظهاراً غير مألوف للاشمئزاز الذي يشعر به الغالبية من العنف في سوريا». وأضاف: «ستشعر إيران بحرج بالغ فيما يتعلق بسياساتها الداخلية إن هي استضافت حدثاً ينتهي بإدانة الحكومة السورية». وقد ينبع مصدر آخر للحرج من الرئيس أحمدي نجاد الذي دأب على استغلال الأحداث الدولية في إطلاق وابل من الكلمات النارية على إسرائيل. وقال المحلل الإيراني المولد المقيم في إسرائيل مير جويدانفار: «المرشد الأعلى علي خامنئي سيرجو ألا يغرق نجاد سفينة إيران الدبلوماسية بكلماته الطليقة في هذه المناسبة النادرة والمهمة».

ولا تتوقع الحكومات الغربية أن تنعم طهران بمزايا كثيرة نتيجة دخولها دائرة الضوء الدبلوماسي. وقال دبلوماسي غربي: «يكمن الخطر في أن نبدي رد فعل مبالغاً فيه إزاء الحدث وأن نمنحه وضعاً أكبر مما يستحقه». وأطلقت وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي تصريحات أبرزت مدى تقديرها لأثر القمة حين قالت إن إيران ليست «أهلاً» لدور المضيف وستحاول «استغلال المشاركين».

ترويج

تهدف إيران من استضافتها للقمة الترويج لثقافتها وسياحتها بين أكثر من 7000 مندوب من أعضاء الوفود المختلفة. وقال مسؤول إن الأنشطة التجارية الإيرانية ستتلقى دفعة من الحدث تصل قيمتها إلى 50 مليون دولار.

وأعلنت السلطات عن عطلة لمدة أسبوع للحد من الاختناقات المرورية واهتمت بتنميق المناطق التي ستقام فيها فعاليات القمة.