أدانت دولة الإمارات، بشدة، التفجير الإرهابي الذي استهدف مدينة لاهور الباكستانية، أمس، وأدى إلى مقتل وجرح العشرات من الأبرياء. وشددت على وقوفها وتضامنها مع حكومة باكستان وشعبها، في مواجهة العنف والإرهاب، في وقت بدأت سلطات إسلام أباد، عملية بحث عن متشددين مسؤولين عن التفجير الذي أعلن المسؤولية عنه فصيل في حركة طالبان، حيث بدأت حملة في البنجاب.
بينما دعا البابا فرنسيس، السلطات الباكستانية إلى بذل كل الجهود من أجل ضمان أمن السكان، وخصوصاً الأقلية المسيحية.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيانها أمس، تأييد الدولة، الإجراءات كافة التي تتخذها باكستان للحفاظ على أمنها وصيانة استقرارها. وشددت على وقوف الإمارات وتضامنها مع حكومة باكستان وشعبها، في مواجهة العنف والإرهاب والتطرف.
وأكدت موقف الإمارات المبدئي والثابت، الرافض للإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وأياً كان مصدره.. داعية إلى تكاتف المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب واجتثاثه من جذوره.
وأعربت وزارة الخارجية عن خالص التعازي وصادق المواساة، إلى أسر الضحايا والحكومة والشعب الباكستاني الصديق، متمنية الشفاء العاجل للجرحى.
حملة عسكرية
في الأثناء، قالت مصادر عسكرية وحكومية باكستانية أمس، إن قوات الأمن شنت حملة في إقليم البنجاب، بعد أن أدى تفجير في احتفال المسيحيين في مدينة لاهور الشرقية، عاصمة الإقليم، إلى مقتل سبعين شخصاً. وتمثل الخطوة إجراءً جديداً من جانب الحكومة، يعطي صلاحيات خاصة للجيش لمحاربة الجماعات المسلحة.
وأعلن الجيش الباكستاني، القبض على عدد من المشتبه بهم في خمس مداهمات. كما صادرت القوات عدداً من الأسلحة. وأفاد مسؤول أمني بارز، بأن الدولة أعطت قوات أمن خاصة، سلطات استثنائية، لتنفيذ مداهمات واستجواب المشتبه بهم، مماثلة لتلك التي استخدموها لأكثر من عامين بمدينة كراتشي الجنوبية.
وأوضح المسؤول الأمني، أن التفاصيل الفنية لم يتم وضعها بعد، وهناك بعض الأمور القانونية التي تتعلق بعمل قوات الأمن الخاصة، لكن الجيش والحكومة متفقان في الرأي بهذا الشأن. كما أكد مسؤول عسكري آخر، ومسؤولان حكوميان، القرار دون الكشف عن هويتهم.
جماعة الأحرار
وكان معظم ضحايا التفجير الذي وقع في متنزه في لاهور أول من أمس، من النساء والأطفال، الذين كانوا في نزهة بمناسبة (عيد الفصح)، إذ كان 29 طفلاً على الأقل من بين القتلى، بينما أصيب نحو 340 بجراح، بينهم 25 في حالة خطيرة. وأغلقت الأسواق والمدارس والمحاكم في لاهور، الاثنين، حداداً على الضحايا.
وأعلن فصيل في حركة طالبان باكستان، يسمى «جماعة الأحرار»، مسؤوليته عن الهجوم، وأظهر تحدياً مباشراً للحكومة.
وقال الناطق باسم الفصيل، إحسان الله إحسان «المسيحيون كانوا الهدف. نريد توجيه هذه الرسالة لرئيس الوزراء، نواز شريف، بأننا دخلنا لاهور»، وسبق أن تبنى هذا الفصيل عدة هجمات كبيرة، بعد انشقاقه عن حركة طالبان الباكستانية الرئيسة عام 2014، وأعلن مبايعته لتنظيم داعش، ولكنه قال بعد ذلك، إنه انضم من جديد لحركة طالبان.
حداد
في الأثناء، تم إعلان حداد 3 أيام، مع البدء في تشييع الضحايا، وشدد رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، على سرعة ملاحقة مرتكبي تفجير لاهور، وذلك أثناء اجتماع مع القيادات الأمنية في البلاد.
من جهته، دعا البابا فرنسيس، السلطات الباكستانية، إلى بذل كل الجهود من أجل ضمان أمن السكان، وخصوصاً الأقلية المسيحية بعد الاعتداء المروع. وقال البابا «تعرضت الاحتفالات بعيد الفصح المجيد، أمس، في باكستان، لاعتداء مروع»، مضيفاً «مرة أخرى، العنف والحقد لا يؤديان سوى إلى الألم والدمار».
تنديد
ولقي العمل الإرهابي، حملة تنديد واسعة، حيث اتصل رئيس الحكومة الهندية، نارندرا مودي، بنواز، معزياً، وقال له إن «الشعب الهندي يقف إلى جانب باكستان في ساعة الحزن هذه». فيما كتبت الباكستانية ملالا يوسفزاي، الحائزة جائزة نوبل للسلام في «تغريدة»، إنه على باكستان والعالم أن يتحدوا.
يجب حماية كل روح واحترامها. كذلك، سارعت الولايات المتحدة إلى التنديد بالاعتداء، وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، نيد برايس، في بيان صادر عن البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة، تدين بأشد العبارات، الهجوم المروع الذي وقع اليوم في لاهور في باكستان.
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عن تضامن فرنسا مع باكستان بعد الاعتداء الانتحاري الذي أودى بحياة 65 شخصاً على الأقل في لاهور (شرق)، مذكراً برغبته الصارمة في مواصلة مكافحة الإرهاب في كل مكان. كما ادنت مصر الاعتداء وأكدت تضامنها مع باكستان ضد الإرهاب.
تراجع
تراجعت مستويات العنف عموماً في باكستان، منذ أن بدأ الجيش هجوماً واسع النطاق على معاقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة في المناطق الحدودية مع أفغانستان بشمال غربي البلاد عام 2014.
والسنة الماضية، شهدت أدنى مستوى ضحايا من المدنيين وقوات الأمن منذ عام 2007، حين تشكلت حركة طالبان الباكستانية من مختلف الفصائل. لكن المسلحين لا يزالون قادرين على تنفيذ هجمات بين الحين والآخر.