■ تربطنا علاقة قوية مع الرياضة التونسية، من حيث اللقاءات الكروية التي جمعتنا مع الأشقاء، وكانت البداية عام 75، في مسابقة كأس فلسطين، وبعدها تكررت المناسبات المشتركة، حيث أقامت فرقنا الكروية معسكرات للتدريب هناك، وبدأت الزيارات المتبادلة بين فرقنا الكروية في كلا البلدين، وأصبحت تونس الخضراء قبلة للرياضيين العرب..

 وقد زرتها أول مرة عام 80، في طريقي إلى الجزائر، للتعليق على مباراة منتخبنا العسكري لكرة القدم، وبعهدها أصبحت تونس واجهة مفضلة لي، حيث كنا نزورها سنوياً من خلال تنظيم الاتحاد العربي لكرة القدم، ندوة في مدينة الحمامات التونسية، وكانت ندوة في غاية الأهمية، محورها الرئيس «الحركة الأولمبية والإعلام»..

 وقد اختيرت المدينة بعد أن ارتبطت بالعديد من التجمعات العربية الكبرى، هذه المدينة الهادئة والجميلة، تبتعد تقريباً حوالي أربعين كيلومتراً عن العاصمة، وقد استثمرت اللجنة الأولمبية التونسية هذا الحشد من الإعلاميين العرب، وأصبحت مقراً دائماً للأفكار والمشاريع العربية المهمة، التي تثري الساحة الرياضية العربية الإعلامية..

 وذات قيمة إعلامية، وبمثابة وثيقة مهمة، ونستطيع أن نضع ميثاقاً للعمل الإعلامي، فقد نجحت بكل المقاييس مدينة الحمامات، توأم روح كرة القدم العربية، لأن اجتماعات جميع اللجان تعقد فيها، للدرجة التي أصبح الاتحاد العربي يتفاءل بها، حيث خرجت العديد من التوصيات والقرارات التي تخدم واقع الكرة العربية زمان.

■ وكنت أستمتع بحوار (الشواب والعواجيز) في تونس، عندما كنا نذهب للعاصمة، نلتقي في مقهى الرياضة الشهير بشارع بورقيبة، حيث يتجمع فيه العشرات من الأبطال الرياضيين، منهم حاملو الميداليات الذهبية في الدورات الأولمبية، فزادت علاقاتي مع عدد من المدربين والحكام واللاعبين، وبالطبع الزملاء الإعلاميين، ومنهم المخضرمون الذين لهم مكانة في قلبي، وخدموا مسيرة الإعلام الرياضي العربي..

 وساهموا في دعم مسيرة الرياضة العربية بالتحديد، وخاصة كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية وجماهيرية، وكانوا مصدر إنقاذ لسمعة الإعلام الرياضي العربي، بعد أن افتقد بعضه المصداقية، ولكن ندوات الحمامات غيرت هذا المفهوم، وليتها تعود مرة أخرى!

■ تم الإعلان قبل أيام قليلة، عن اتفاقية توأمة بين جمعية الإعلام الرياضي الإماراتية، وجمعية الصحافيين الرياضيين في تونس، على هامش اجتماعات «الكونغرس» القاري بالمنامة، من منطلق حرصنا على تبادل الخبرات مع الأشقاء، لخبراتهم الطويلة في المجال الصحافي، حيث صدرت جريدة باسم الرائد التونسي عام 1860، وتأخر ظهور الصحافة في تونس نسبياً، مقارنة مع جهات أخرى في العالم..

ولا يمكن تحليل أسباب هذا التأخير، وكان لهذا تأثيره في عرقلة بروز الصحافة بصفة مبكرة في مختلف أرجاء العالم، ويؤكد مؤرخو الصحافة التونسية، أن جريدة «الرائد التونسي» هي أول جريدة تونسية ظهرت في البلاد، وقد صدر العدد الأول منها يوم 22 يوليو 1860، وانطلاقاً من مقاربة سياسية قانونية لتاريخ الصحافة في تونس في مرحلة التأسيس..

 وعرفت الصحافة التونسية في علاقتها بالسلطة عدة محطات، تميزت المرحلة الأولى بالتحول من نظام منع الصحافة والطباعة إلى نظام الاحتكار، وقد سعدنا بهذه الاتفاقية، ونأمل أن تتم الفائدة بين الطرفين، فقد قفزت الصحافة الرياضية الإماراتية قفزات هائلة، وصباح الخير يا تونس.. والله من وراء القصد.