يحتفل العالم اليوم بيوم المرأة، وفي "البيان" كان الاحتفال بهذا اليوم مختلفاً، حيث منطقة سوق الذهب في دبي التي كانت تسمى "سكة الخيل" وتحديداً متحف المرأة وجهة الزائرات، في رحلة أخذتنا إلى زمن جميل، لايزال بعض تفاصيله في أذهان من أدرك شيئاً منه.

متحف المرأة الذي حرصت مؤسسته الدكتورة رفيعة عبيد غباش وبمبادرة ذاتية منها ومن فريق تحمس لفكرتها وأحبها وأعلن دعمه لها، أن تختار هذا المكان الذي هجره أهله، ولم يعد له سوى ما تحمله النفوس، وما لايزال عالقاً في أذهان من سكن ذلك المكان وسكنه.

متحف المرأة قد يظن من لم يزره أنه مثل سائر المتاحف يضم مقتنيات قديمة تخص المرأة، يتعرف عليها من يراها، وينساها بمجرد أن يضع قدميه على عتبة الباب مغادراً، لكنه ليس كذلك.

تشعر منذ اللحظة الأولى عندما تدخل في هذه المنطقة، التي لم يعد للمواطنين وجود فيها بين آلاف البشر الذين يترددون عليها بين باعة ومتسوقين وسياح يكتشفون المكان وربما استنشقوا عبقه، أنك في زمن مختلف عبر جدارية لشخصيات قد تكون عاشت في المنطقة أو مرت عليها، أثرت فيها وتأثرت بها، وفي كل الأحوال المرأة حاضرة باسمها وصورتها وفكرها وعملها في مختلف المجالات.

متحف يوثق في مجمله ثقافة وتراثاً وشخصيات أثرت الحياة المجتمعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية ببساطة المجتمع في ذلك الوقت، وأدت أدواراً ربما في زمن كانت المرأة في أماكن كثيرة تحيا عهداً من الذل والعبودية والتهميش وبلا دور يذكر لها بين الرجال.

متحف يفوح عبقاً جميلاً وروحاً خالصة أضفت على المكان الكثير وأضافت لهذا الإرث العتيق الكثير أيضا، حري بالأجيال أن تنهل منه تاريخاً نفخر بأدوار المرأة فيه.

متحف المرأة أو "بيت البنات" كما كان يطلق على هذا البيت قديماً، نظراً لفتيات لم يتزوجن كن يسكنه مع شقيقهن، يقدم الكثير لجيل لم يدرك ذلك الزمن عن تاريخ الأمهات والجدات، ويوثق لكثير كاد أن يغيب ويختفي في منطقة كانت تشكل مكانة اقتصادية في دبي، ينبغي أن تبقى أمام الأبناء.

متحف المرأة في دبي يقدم نماذج مفخرة من النساء في الإمارات قديماً، وفيه نقرأ عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رائدة العمل النسائي، وقديماً نقرأ عن الشيخة حصة بنت المر، والشيخة سلامة بنت بطي رائدات العمل السياسي والشيخة صنعاء بنت مانع آل مكتوم والسيدة عوشة بنت الحسين رائدات العمل الاقتصادي، رحمة الله عليهن.

أما قاعة الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي "فتاة العرب" ذات التصميم الجميل فهي تمثل الوعاء الكبير الممتلئ ثقافة وأدباً فتعرض وتوثق تجربتها الشعرية صوتاً وكلمة.

يطول الحديث عن "بيت البنات" لكن بقي أن نذكر أن مقتنياته حقيقية أثرتها ما أهدته النساء مما يحتفظن به في مندوس الذكريات خرجت لكي تكون بين يدي الأجيال.