صديق عائد من زيارة رياضية إلى قازان عاصمة جمهورية تتارستان، التي تقع على السفوح الغربية لجبال الأورال الفاصلة بين آسيا وأوروبا، بمساحة تبلغ نحو 70 ألف كم، وسكانها يقتربون من أربعة ملايين نسمة معظمهم مسلمون.. عرض علي صديقي الرياضي فيديو صوره لفرقة موسيقية (رباعي الوتر)، تعزف في مدخل مبنى يرتاده الآباء والأمهات والأبناء، مقطوعات ناعمة لفيفالدي وشتراوس وسواهما من الذين مزجوا الضوء بالموسيقى فكان السحر.

ذلك المبنى هو إحدى المدارس في قازان، والمناسبة بداية العام الدراسي، حيث عمدت إدارة المدرسة إلى استقبال تلامذتها بالموسيقى، كتقليد سنوي معمول به منذ سنوات لجذب التلاميذ في يومهم الأول للدراسة، ولكسر حاجز الرهبة في نفوسهم، تلك الرهبة التي تخلقها ظروف البيئة الجيدة لمن يدخل المدرسة أول مرة، وتساعد الموسيقى على التغلب عليها بسهولة، فضلاً عن تصنيفها كعلاج نفسي في كثير من العيادات حول العالم.

مناسبة الحديث هي التحاق عشرات التلاميذ بمدارسهم مطلع الأسبوع المقبل، ما يفتح الباب ثانية حول الأنشطة والمواد التي تحضر بشكل خجول في المدرسة، كالرياضة والموسيقى والرسم، ناهيك عن غياب تام لأنشطة موازية كالمسرح والمكتبة وغيرهما من الأنشطة التي تجذب الطلاب في سنواتهم الدراسية المبكرة.

في تلك المراحل العمرية يمكن كشف المواهب التي سيتم العمل عليها لتصبح مستقبلاً ذات شأن، ولطالما كانت المدرسة المكان الأمثل لكشف الموهوبين، والمكان الأمثل أيضاً لرعايتهم، موفرة لهم القاعات والملاعب والمسارح والمكتبات، لإظهار فروقاتهم الفردية ولعرض مواهبهم، فالمدرسة ليست مؤسسة تعليمية فقط، بل مؤسسة تربوية أولاً.