لمحترفي النصب والاحتيال خيال واسع وخصب، ولا يتوقفون عن ابتكار الطرق والأساليب والحيل للحصول على الأموال. إنهم كالصيادين الذين يضعون في صّناراتهم الطعم اللذيذ، من أجل استدراج الضحايا والاستيلاء على جيوبهم. هؤلاء المتفننون يبعثون برسائل إلكترونية أو فاكسات إلى الزبائن في أرجاء العالم، منها ما وصل إلى الإمارات والخليج، وإلى بريدي الإلكتروني.
آخر هذه الرسائل جاءتني من ميكائيل جيمس، مدير أحد البنوك الرئيسة في لندن، كما يدعي، وفحواها "إن أحد عملاء البنك واسمه إيمانويل غامبون، يمتلك في حسابه مبلغاً قدره 16 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 90.4 مليون درهم)، وقد توفي في حادث طائرة عام 1998". وتضيف الرسالة: "ومنذ وفاته يتوقع البنك أن يأتي أحد أقرباء غامبون ويطالب باسترداد المبلغ، ولكن ليس للمتوفى أقارب سواء في بريطانيا أو في خارجها".
وتطلب الرسالة البنكية من الشخص الذي يتسلم هذه الرسالة، أن يثبت أنه من أقارب المتوفى بأي طريقة كانت، ليسترد الثروة التي تركها الراحل، شريطة أن يدفع الوريث 5 % من مصاريف المعاملة وإجراءاتها، وهي عبارة عن تكاليف تسجيل الوريث ضمن أقارب المتوفى.
كان بريدي الإلكتروني يبعث هذه الرسائل إلى سلّة الـ "سبام"، أي البريد العشوائي، ولكنه هذا الأسبوع نقلها إلى الواجهة، لكي يبعث الضحك في نفسي من جديد.
ومن الطريف أن كثيراً من الأغبياء يقعون في مصيدة بائعي أحلام الثراء السريع، ويبعثون بما ادخروه لكي يضاعفوا أموالهم! وليس في وسعي الآن إلا أن أطلب من بريدي الإلكتروني الذكيّ، أن يأخذ مثل هذه الرسائل إلى البريد العشوائي، لأنني أبحث عن نكتة أخرى أكثر طرافة.