في وقت يفر فيه الآلاف من الحرب في أوكرانيا، يرفض طبيب هندي المغادرة دون نمرين يعيشان معه، ويقول: "أهلي يناشدونني بالعودة إلى الوطن، لكن لا يمكنني أن أترك النمرين". فما قصة هذا الطبيب ونمريه؟
منذ أن بدأت الحرب في أوكرانيا، لا يغادر جيري كومار باتيل قبو منزله المكتظ بالمحتويات إلا بعد انتهاء ساعات حظر التجول في الصباح الباكر، وذلك لشراء طعام لنمرين يعيشان معه.
ومن أجل إطعام النمرين، يقول باتيل، وهو طبيب هندي، إنه اشترى حتى الآن منذ بداية الحرب حوالي 23 كيلوغراماً من لحوم الضأن والرومي والدواجن من قرى مجاورة بأسعار تتجاوز أربعة أمثال ما كانت عليه قبل الحرب، بحسب قناة "دي. دبليو" الألمانية.
ويضيف باتيل لـ"بي بي سي": "أقضي لياليّ في القبو رفقة النمرين. ومن حولنا أصداء دويّ القصف. النمران فزِعان. يأكلان أقلّ مما كانا يفعلان في السابق. لا يمكنني أن أتركهما وحدهما"، ويتابع: "هذه هي الحرب الثانية التي أعايشها، لكنها الأكثر رعباً".
كان باتيل يعيش في منطقة لوهانسك العام 2014، وبسبب المعارك هناك تدمّر منزله. انتقل الطبيب الهندي إلى سفرودونتسك على مسافة 100 كيلومتر، حيث اشترى بيتاً جديداً، وشرع في مزاولة مهنته كطبيب عظام، كما اشترى النمرين من حديقة الحيوانات في كييف مقابل 35 ألف دولار أمريكي، أحدهما نمر أمريكي من فصيلة "جغور" الصفراء المرقطة، والآخر من النمور السوداء.
يقول باتيل: "أنا الآن محاصر في منطقة حرب. هذه المرة ينتابني القلق. أهلي يناشدونني بالعودة إلى الوطن، لكن لا يمكنني أن أترك النمرين".
وينتمي باتيل إلى ولاية أندرا براديش جنوبي الهند، وكان قد قصد أوكرانيا العام 2007 لدراسة الطب.
وفي سفرودونتسك يعيش باتيل في منزل من طابقين وبه حظيرة صغيرة للحيوانات. ويقول إنه ينفق معظم دخله على ما يقتني من حيوانات. ويقتني باتيل ثلاثة كلاب إلى جانب النمرين.
ويحاول الطبيب الهندي زيادة دخله عبر منصة يوتيوب، حيث يرفع مقاطع فيديو للنمرين. وتحظى قناة باتيل على يوتيوب بنحو 85 ألف متابع.
يقول باتيل: "لطالما كنت مسحوراً بالنمور منذ أن كنت صغيراً أشاهد نجمي الهندي المفضل تشيرانجيفي رفقة نمور في الأفلام السينمائية".