تختلف الروايات حول هوية الشخص الذي قام بكسر أنف تمثال أبو الهول، فهناك من يقول نابليون بونابرت ويذهب آخرون إلى قيام شخص صوفي بهذا الفعل، وهناك من يقول إن السبب في ذلك عوامل التعرية وكثيرة هي الروايات التي تحاك حول من كسر أنف أبو الهول.
وأبو الهول تمثال لمخلوق أسطوري، بجسم أسد ورأس إنسان، نحت من الحجر الكلسي، ومن المرجح أنه كان في الأصل مغطى بطبقة من الجص، وملون حيث لاتزال آثار الألوان الأصلية ظاهرة بجانب إحدى أذنيه.
ويقع هذا التمثال فوق هضبة على الضفة الغربية من النيل في الجيزة، وهو أقدم المنحوتات الضخمة المعروفة، يبلغ طوله نحو 73،5 مترا، من ضمنها 15 مترا طول رجليه الأماميتين، وعرضه 19.3 مترا، وأعلى ارتفاع له عن سطح الأرض حوالي 20 مترا إلى قمة الرأس، ويعتقد أن قدماء المصريين بنوه في عهد الفرعون خفرع عام 2558-2532 قبل الميلاد.
و بالنسبة لاتهام جيوش، نابليون بونبارت، بكسر أنف التمثال عمداً أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، فقد تم دحض تلك الروايات استناداً إلى معلومات المؤرخين الذين أكدوا أن الرسوم التي تركها المستكشف الأوروبي، فريدريك لويس، عام 1737 للتمثال، أظهرته بلا أنف بوضع مشابه لوضعه الحالي.
وتدحض رواية أحد المؤرخين المصريين، من القرن الخامس عشر للميلاد، كذبة تلك الشائعات، حيث زعمت أن من خرب التمثال كان شخصاً صوفياً متعصباً يدعى، محمد صائم الدهر، وعقوبة على فعلته قام السكان المحليون عام 1378 بضربه حتى الموت.
وهناك رواية أخرى للمقدسي وهو سابق لزمن المؤرخ المقريزي ، و يبرئ الشيخ المذكور من هذه الفعلة ، حيث يقول في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم : «وثمّ صنم يزعمون أن الشيطان كان يدخله فيكلّمه حتّى كسر أنفه وشفتاه»، و المقدسي عاش قبل زمن الشيخ المذكور ، مما قد يجعل الشيخ بريئا من هذه الفعلة...
وهناك آراء أخرى لتفسير ذلك: أن أبناء الملوك الفراعنة كانوا يتبارون عليها في الرماية، وأيضاً عوامل التعرية قد تكون السبب، و يقال إنه أساساً بدون أنف.