عامان كاملان كانا شاهدين على صراع 7 أشقاء بسبب عقار بناه لهم والدهم بمنطقة الوراق في مصر، حيث قرر 5 منهم الانفراد بما قدمه لهم الوالد وحرمان أصغر شقيقين من نصيبهما في المنزل، وامتنعوا حتى عن مساعدتهما ماديا؛ ما أدى لنشوب خلاف حاد بينهم، وعلى الرغم من محاولات كبار العائلات حل وإنهاء شجار الأشقاء؛ إلا أن الفشل كان نتيجة مكررة لتلك المحاولات.
مذبحة الوراق التي حركتها الرغبة المادية وحرمان الشقيقين الصغيرين من الميراث انتهى بكارثة كان شاهدا عليها آذان مغرب يوم 18 رمضان عندما نزل أحد الأشقاء السبعة من شقته في العقار المكون من 5 طوابق مستغلا جلوس شقيقيه الصغيرين رفقة والدهم في الطابق الارضي حاملا سلاحا آليا ومع انطلاق تكبيرة الآذان وبدء الاسرة الصغيرة في تناول الافطار فاجأهم الاخ المسلح بوابل من الأعيرة النارية تستقر مقذوفاته في جسدي الشقيقين دون الاقتراب من الأب، وفقا لصدى البلد.
دوي الطلقات النارية في لحظات صمت وقت الإفطار وخلو الشوارع دفع أحد الأشقاء الآخرين إلى الهرولة من شقته متوجها ناحية الصوت ليشاهد شقيقيه غارقين في دمائهما يصارعان الموت وشقيقه الأكبر يقف فوق جسديهما حاملا سلاحا كالمنتصر فحاول منعه واخد السلاح منه لينال نصيبه "رصاصة في الرجل" ويفر المتهم هاربا بعد ان تخلى عن السلاح الناري في مسرح الجريمة.
5 أيام كاملة من البحث والتحري كشفت عن أن مرتكب مذبحة الوراق ليس متهما واحدا فقط بينما تبين أن 3 آخرين من أشقائه شاركوا بتحريضه على ارتكاب الجريمة والتخلص من شقيقيه بسبب الميراث ونجح فريق البحث في الكشف عن ملابسات الواقعة كاملة وكيفية تخطيط الأشقاء للجريمة وتنفيذها.
ونجح فريق البحث في إلقاء القبض على الأشقاء الأربعة "المنفذ والمحرضين" في عدة مناطق بعد هروبهم فور وقوع الجريمة حيث انتشر عدد من ضباط مباحث الوراق وخرجت عدة مأموريات استهدفت الأماكن التي يتردد عليها المتهمون بعد تحديد خطوط سيرهم والقي القبض على الأشقاء الثلاثة المحرضين بمناطق الوراق وكرداسة والمهندسين فيما ألقي القبض على المتهم الرئيسي منفذ الجريمة في منطقة طرة بحلوان.
التحريات كشفت عن الملابسات الكاملة للجريمة حيث أفادت أن والد المتهمين والمجني عليهم أنجب 9 أبناء "7 اولاد وبنتين" وقام ببناء عقار مكون من 5 طوابق اعطى لـ 5 من ابنائه شقة ثم بنى منزلا آخر مجاورا اعطى لكل فتاة فيه شقة ولم يتبق سوى شابين لم يتزوجا واللذان عندما طالباه بمساعدتهما للزواج كما ساعد اشقاءهم أخبرهم أنه لم يعد يمتلك المال وطلب من ابنائه الاخرين مساعدة شقيقيهما الصغيرين ماديا.
طلب الأب قوبل بالرفض من الأبناء الذين أخبروه أنهم لن يساعدوا شقيقيهم وتدخل العديد من الأطراف وكبار العائلات وعقد جلسات صلح بين الأشقاء استمرت لمدة عامين إلا أنها فشلت جميعا حتى يوم الجريمة حدثت مشاجرة كبيرة بين الأشقاء جميعا تطورت الى اشتباك بالأيدي ثم انصرف كل منهم الى شقته وبقي الشابان الصغيران فقط مع والدهما لتناول طعام الافطار الا ان الشقيق الاكبر "فرغ فيهما خزنة السلاح" وعندما أسرع الثالث لاستطلاع الأمر أطلق عليه رصاصة ايضا وفر هاربا.
أمام رجال البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة اتهم الأب 3 من أبنائه بتحريض شقيقهم المتهم الرئيسي ليتحول الأمر من البحث عن هارب واحد للبحث عن 4 هاربين ونجحت في النهاية الخطة الموضوعة في اسقاط المتهمين الاربعة ليعترف المتهم الرئيسي بقتله شقيقيه والشروع في قتل ثالث بسبب الميراث وإن اشقاءه المحرضين له استقروا على ارتكابه هو للجريمة خاصة انه "قلبه جامد" واعترف ايضا انه حصل على السلاح الآلي منذ فترة وأخفاه في منزله حتى حانت اللحظة التي راودته منذ بداية المفاوضات حول تقسيم الميراث.
النيابة العامة تولت التحقيق مع المتهمين الأربعة وقررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بينما استمعت لأقوال شقيقهم المصاب بعد تماثله للشفاء وخروجه من المستشفى.