أب يمتلك قلب من حجر، لم يصن النعمة التي وهبة الله آياها، وأعلن التمرد علي الجميع، فلم يكتفي بضرب زوجته وتعذبيها لإجبارها على العمل والاستيلاء علي أموالها لشراء المخدرات، بل قرر أن يتوج كل ذلك بجريمة قتل بشعة في حق طفلة لا تملك سوي الصرخات البسيطة لتخبر من يقف أمامها عما بها من ألم، هانت عليه فلذة كبده صاحبة الـ 9 أشهر، فلم تحرك صرخاتها التي كانت تعلو أرجاء المكان بسبب بعد والدتها عنها ساكنًا في قلبه، ليقرر ضربها وكتم أنفاسها بالمخدة حتي الموت.
في واقعة مأساوية، في مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة بمصر، قام أب منزوع الرحمة، بقتل رضيعته خنقاً حتى الموت بعد صفعات على وجهه، في مشهد مؤلم ترويه أختها الصغيرة، يظهر بأن هناك بشراً يمتلكون قساوة قلب ليس لامثيل.
وتعود كواليس الجريمة الماسأوية إلى قبل نحو 4 سنوات عندما التقت "رحمة سمير " والدة المجني عليها وزوجة المتهم، بزوجها" محمد علاء" خلال حضورها حفل خطوبة صديقتها، كونه نجل خالة عريسها، وخلال تلك الفترة كانت قد أنهت إجراءات الطلاق من زوجها الأول الذي رزقت منه بطفل، وفوجئت بقيام محمد علاء بالتحدث مع أسرتها وطلبها للزواج، وهو الامر الذي رفضته أسرتها، بسبب أنه منفصل عن زوجته ولديه 3 أطفال كانت أصغر طفلة تدعى جومانة وكان عمرها وقتئذ 3 سنوات، لكنها تحدت أهلها وقررت الزاوج منه وفق البوابة نيوز.
خلال شهور تم الاتفاق والزواج وانتقلا للعيش في شقة بسيطة في منطقة أوسيم التابعة لمحافظة الجيزة، متعاهدين على السير معا لتجاوز الصعاب والعراقيل دون التوقف أملا في حياة زوجية سعيدة يسودها التفاهم والوئام، لكنها لم تدر أن أحلامها في تكوين "عش زوجية" سعيد سيتبدد، وأن الشاب الذي حاولت مساعدته في تربية أطفاله، سيحول حياتها جحيم، فبمجرد انتهاء شهر العسل، كشف الزوج عن وجهه القبيح لزوجته، وحول حياتها لجحيم، تارة بالضرب وأخرى بالسب، وحول منزلهما لحلبة صراع، وأجبر زوجته على النزول للعمل مساعدته ماديًا، لكنه عاود العنف مرة أخرى بمجرد علمه بحملها من طلفتهم الأولى "مكه"، وبعدما وضعتها كان يعاملها بطريقة سيئة حتى أكملت عاما ونصفاً من عمرها.
لحظات قاسية عاشتها الزوجة مع زوجها "ضرب وبهدلة منه ومن والدته"، وحذرها من ترك العمل حتى تنفق عليه، وقررت التحمل من أجل طفلتها، حتى جاءت الطامة التي جعلته ينتقم منها أكثر من العادة، بعدما علم بحملها في المجني عليها "أحباب"، وراح يمارس معها جميع أنواع الضرب والتعذيب حتى الشهر الخامس في الحمل وطلب منها اجهاض الجنين لكنها رفضت فقابل ذلك بالاعتداء عليها والضرب، وأحضر لها أدوية تساعد على الاجهاض ، إلا أن قدرة الله كانت فوق شيء ، فقد تم الحمل ووضعت طفلتها.
بعد شهر من ولادتها أجبرها الزوج مرة ثانية على العمل، فكانت تذهب للعمل وتتركها معه وعند عودتها كانت تجده يضعها " تحت البطاطين خلال فصل الصيف"، وفي يوم الواقعة عادت من العمل و كانت "أحباب" الطفلة الرضيعة ابنة الـ 9 شهور تبكي فطلبت من زوجها أن ترضعها حتى تهدأ لكنه رفض وقال لها :" روحي نامي عندك شغل الصبح"، وبعد الفجر استيقظت فجأة من النوم ، وراحت تطمئن عليها فوجدتها " قاطعة النفس"، فحاولت إسعافها ولما سألت زوجها عما بها قال لها : "مجتش جنبها"، ورفض النزول معها للذهاب بها إلى الطبيب.
مع الضوء الأول للشمس تحركت رفقه الزوج نحو المستشفى، وهناك أخبرهم الطبيب أن الطفلة متوفية، وحينها قال لها زوجها أن الطبيب طلب منه أن يأخذها لدفنها وسيقوم باستخراج تصريح دفن لها في اليوم التالي، لكنها لم تصدق ذلك وبعدها فوجئت بقيام الشرطة بالقبض عليهما، وتم استجوابهما من قبل رئيس المباحث، لكنه أنكر ارتكاب الواقعة وبعدها أمر الضابط بخروجهم من الغرفة ، وقام بسؤال "جومانة " نجلة المتهم، وقال لها بابا عمل أيه في أحباب : فروت له الطفلة كواليس الواقعة قائلة :" بابا فضل يضرب فيها بالاقلام على وشها، عشان كانت بتعيط وبعدها جاب الستارة ورماها عليها ، لكنها استمرت في الصراخ فقام بكتم أنفاسها بالمخدة"، ليتم اقتيادهم لقسم أوسيم وعرضهم على النيابة والتي امرت بحبس الزوج وإخلاء سبيل الزوجة، ليتم إحالة الزوج محبوسا للمحاكمة أمام محكمة جنايات الجيزة، وبعد عدد من الجلسات، قررت إحالة أوراقه لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.