حاول جاهداً تضليل العدالة عبر الإدلاء بأقوال تفيد بأن زوجته تعاني من حالة نفسية حادة جعلتها تقدم على الانتحار، إلا أن الضابط المناوب كان له رأي آخر، فحيثيات الواقعة تشير إلى وجود جريمة وشبهة جنائية.

«مراتي انتحرت.. كانت بتعاني من حالة نفسية حادة خليتها تعمل كده».. كلمات أدلى بها عامل، 38 عاما، قبل نحو 3 أعوام، لضباط المباحث، بعد عثورهم على جثمان زوجته مشنوقة ومعلقة بغرفة نومها، لكنّ أحد الضباط الذي كان مشرفا على القضية، كان له رأي آخر، بأنّ الواقعة «جريمة قتل» وليست انتحار كما حاول الزوج تضليل قوات الأمن. وفقاً لصحيفة "الوطن".

استكمل فريق البحث، المعاينة ورفع البصمات بحضور المعمل الجنائي ومندوب من النيابة العامة وطبيب من الطب الشرعي، وجاءت التفاصيل كما يلي: «جثة لسيدة في العقد الرابع من عمرها.. معلقة في سقف غرفة النوم بحبل»، لم يقف فريق البحث كثيرا أمام ما جاء على لسان الزوج، من أنّ زوجته كانت تعاني من حالة نفسية سيئة وانتحرت.

وجاء في تقرير الطب الشرعي عن الجثة: «حالة الحبل الملتف حول رقبة المجني عليها يختلف في الانتحار عنه في الخنق، ووضع جثة الزوجة والحبل المستخدم يشير إلى أنّ هناك محاولة عنف، وأنّ المجني عليها توفيت بفعل اسفكسيا الخنق، حيث تبيّن أنّ الخنق بالحبل أدى إلى كسر في الغضروف وانسداد المسالك الهوائية، ما أدى إلى وفاتها في الحال، ليؤكد الطبيب الشرعي أنّ الواقعة ليست انتحارا، وأنّ هناك شبهة جنائية».

لم يستغرق الأمر طويلا، فبمجرد الانتهاء من مناظرة الجثة والمعاينة من قبل المحققين، بدأ فريق البحث مواجهة الزوج بما جاء في المعاينة ومناظرة الجثة، ومناقشة عدد من الجيران الذين أكدوا أنّ الزوج خرج في وقت مقارب لتوقيت العثور على الجثة، ولم يدخل أحد أو يخرج من المنزل.

وبيّن محضر الشرطة أنّ الزوج بدأ نفي الاتهامات، وقال إنّ زوجته تعاني من مرض نفسي، وأنّها تخلصت من حياتها، وعقب ظهور الأدلة والتحريات بدأ الاعتراف بجريمته، قائلا إنّه تخلص منها لسوء سلوكها، وخنقها، ثم أحضر سلما وصعد عليه وحمل الجثة، وعلقها في سقف صالة المنزل، لتظهر الواقعة على أنّها انتحار وليست قتل.

الاعترافات التي ذكرها المتهم في محضر الشرطة، أعادها مجددا أثناء جلسة النطق بالحكم عليه، أمام محكمة جنايات سوهاج وعقب الانتهاء من الاستماع لأقوال المتهم، أصدرت المحكمة حكما بمعاقبته بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمد لزوجته.